كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 2)

خيرًا يستعمل بمعنيين: أحدهما: التفضيل، وقال: فلان خير من فلان، أي أفضل، وهذا يحتاج معه إلى من.
والثاني: بمعنى الفاضل، يقال أردت خيرا، أو فعلت خيرا (¬1).
قال ابن عباس: أبي الله عز وجل أن يقبل توبة عبدة العجل إلا بالحال التي كره من لم يعبد العجل، وذلك أنهم كرهوا أن يقاتلوا عبدة العجل على عبادة العجل فجعل الله توبتهم أن يقتلهم هؤلاء الذين كرهوا قتالهم (¬2)، والقصة فى ذلك معروفه مشهورة.
وقوله تعالى: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} في الآية اختصار، تقديره: ففعلتم ما أمرتم به (¬3)، فتاب عليكم (¬4).

55 - قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} قال ابن عباس: حتى نراه علانية (¬5)، وقال قتادة: عيانا (¬6). وقد تكون الرؤية غير جهرة كالرؤية في النوم (¬7)، وكرؤية القلب، فإذا قيل (¬8): رآه
¬__________
(¬1) انظر: "البحر المحيط" 1/ 209، "الدر المصون" 1/ 366.
(¬2) ذكره الثعلبي في "تفسيره" 1/ 73 ب، وذكره الطبري في "تفسيره" عن السدي 1/ 286، "تفسير الماوردي" عن جريج 1/ 327.
(¬3) في (ب): (فعلتم ذلك).
(¬4) الثعلبي في "تفسيره" 1/ 74 أ، وانظر "تفسير الطبري" 1/ 288، انظر "تفسير ابن عطية" 1/ 299، والبغوي في "تفسيره" 1/ 74، "البحر المحيط" 1/ 209.
(¬5) أخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 81, وابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 355, وذكره القرطبي في "تفسيره" 1/ 136, "تفسير ابن كثير" 1/ 170, والسيوطي في الدر 1/ 70.
(¬6) أخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 289, وابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 356.
(¬7) بياض في (ب).
(¬8) في (ب) (قال).

الصفحة 538