وكتبت (¬1) الواو في {أُولَئِكَ} لئلا يشتبه في الكتابة بـ (إليك) وأشار بقوله: (أولئك) إلى الموصوفين بالصفات المتقدمة (¬2). ومحله رفع بالاستئناف (¬3).
وقوله تعالى: {عَلَى هُدًى} معنى: (على) كمعنى: (فوق) (¬4). وهي (¬5) تكون: اسما وحرفا (¬6)، يقول: عليه مال (¬7)، فهذا حرف، وكأنه شيء اعتلاه. وقول الشاعر:
غَدَتْ مِنْ عليه تنفُضُ الطَّلَّ بعدما ... رأتْ حاجبَ الشمسِ استوى فترفَّعا (¬8)
¬__________
(¬1) في (ب): (يشبه في الكناية إليك). انظر: "البحر المحيط" 1/ 43.
(¬2) انظر: "تفسير الطبري" 1/ 106، وابن "تفسير كثير" 1/ 47.
(¬3) في محل {أُولَئِكَ} من الإعراب أقوال وهي: أنها مبتدأ وخبره الجار والمجرور بعده، والجملة إما مستأنفة، أو خبر عن قوله: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ} الأولى أو الثانية، ويجوز. أن تكون {أُولَئِكَ} وحدها خبراً عن {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ} الأولى أو الثانية، ويجوز: أن يكون {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ} مبتدأ، و {أُولَئِكَ} بدل أو بيان. انظر "الدر المصون" 1/ 102.
(¬4) تكون بمعنى (فوق) إذا كانت اسما. انظر: "الكتاب" 1/ 268، "مغني اللبيب" 1/ 145.
(¬5) في (ب): (وهو).
(¬6) وإذا كانت حرفا فلها عدة معان. انظر: "مغني اللبيب" 1/ 143.
(¬7) انظر: "تهذيب اللغة": (على) 3/ 2559.
(¬8) نسبه أبو زيد في "النوادر" لبعض القشيريين، ونسب في "اللسان" ليزيد ابن الطثرية، يقول: غدت الظبية من فوقه. والشاهد فيه (من عليه) استعمل (على) اسما بمعنى: فوق لما دخل عليها حرف الجر (من). ورد البيت في "نوادر أبي زيد" ص 453، "المقتضب" 2/ 320، 3/ 53، "الأزهية" ص 194، "اللسان" (علا) 5/ 3092، "شرح المفصل" 8/ 38.