كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 2)

وحجة من خفف (¬1) الثانية: أن القرب قد رفضت جمعهما (¬2) في مواضع من كلامهم، من ذلك أنهما (¬3) لما اجتمعتا في (آدم) و (آدر) و (آخر) ألزموا جميعا الثانية البدل (¬4) ولم يحققوها.
ولما كسروا وحقروا جعلوا هذه المبدلة بمنزلة مالا أصل له في الهمزة فقالوا: أواخر وأويخر (¬5)، فأبدلوا منها (الواو)، كما أبدلوها مما هو ألفط لا يناسب (¬6) الهمزة، نحو: ضوارب وضويرب، وفي هذا دلالة بينة على رفضهم اجتماعهما.
ألا تراهم لم يرجعوها (¬7) في التحقير والتكسير، كما رجعوا (الواو) في: ميقات وميعاد (¬8)، و (الياء) في: موسر (¬9)، في قولهم: مواقيت ومياسير، وفي ذلك دلالة بينة على رفضهم لجمعها (¬10).
ومن ذلك أيضا أنا لم نجد كلمة عينها همزة ولامها كذلك، كما
¬__________
(¬1) في (ب): (حقق).
(¬2) في (ب): (جمعها).
(¬3) في "الحجة" (أنهم لما اجتمعتا ...)، 1/ 275.
(¬4) أبدلوا مكانها الألف، انظر "الكتاب" 3/ 552.
(¬5) وقالوا في آدم: أوادم في الجمع، وفي التصغير: أويدم. انظر "الكتاب" 3/ 552.
(¬6) في (أ): (تناسب) وما في (ب)، (ج) موافق لما في "الحجة" 1/ 276.
(¬7) في (ب): (يرجعوا لها).
(¬8) (وميعاد) ساقط من (ب).
(¬9) في (ب): (مولس)
(¬10) (لجمعها) كذا في جميع النسخ، وفي "الحجة" (لجمعهما) 1/ 276، وهذا هو الصحيح أي: جمع الهمزتين.

الصفحة 98