كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 3)
وفي الأَكُفِّ اللامِعاتِ سُوُر (¬1)
وأما فُعْل في جمع أفعل نحو أحْمر وحُمْر، وكأنهم ألزموه الإسكان للفصل بين الجمعين، وقد جاء فيه التحريك في الشعر (¬2).
ومعنى قوله: {أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا} قال أبو زيد: هَزِئتُ به (¬3) هُزْءًا وَمهْزَأةً، وهذا لا يخلو من أحد أمرين (¬4)، أحدهما: أن يكون المضاف محذوفا؛ لأن الهُزْءَ حَدَثٌ، والمفعول الثاني من هذا الفعل يكون الأول كقوله: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1] ويكون التقدير: أتتخذنا أصحاب هزء. أو يكون جعل الهُزْءَ المهزوءَ به مثل الخلْق (¬5) والصيد. وقوله (¬6): {لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا} [المائدة: 57] لا يحتاج فيه إلى تقدير
¬__________
(¬1) البيت لعدي بن زيد كما في "الكتاب" وشطره الأول:
عن مُبْرِقَاتٍ بالبُريْنِ تبدو
(المبرقات): النساء المتزينات، و (البُرين): جمع برة وهو الحلي، و (سُوُر) جمع سوار. والبيت من "شواهد" سيبويه 4/ 359، و"شرح شواهده" للسيرافي 2/ 425، "المخصص" 4/ 46، و"المنصف" 1/ 338، و"الحجة" 2/ 105، و"شرح الكافية" لابن مالك 4/ 1837، "شرح المفصل" 5/ 44، 10/ 84، 91، و"الهمع" 6/ 94، "اللسان" (لمع) 7/ 4074.
(¬2) "الحجة" لأبي علي 2/ 106، وانظر "الكشف" لمكي 1/ 448.
(¬3) (به): ساقط من: (ب)، وليس في "الحجة"، وفي الحاشية: (في ط: هزئت به) "الحجة" 2/ 104.
(¬4) في "الحجة" بعد أن ذكر كلام أبي زيد: قال أبو علي قوله تعالى: {أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا} فلا يخلو من أحد أمرين ..) 2/ 104.
(¬5) قوله: مثل الخلْق والصيد، أي في نحو قوله تعالى: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} وقوله: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ} ونحو ذلك. انظر: "الحجة" 2/ 104.
(¬6) في (ب): (وقال).
الصفحة 11
638