ولوأنّ مَيْتًا يُفْتَدَى لَفَدَيْتُه ... بما اقتال (¬1) من حُكْمٍ عليَّ طبيبُ (¬2) (¬3)
فمن قرأ: {تُفَادُوهُمْ} فلأن من كلّ واحد من الفريقين فِعْلًا، فمن الآسر دفع (الأسير) (¬4)، ومن المأسور منهم دفع الفداء، وإذا كان كذلك فوجه (تفادوهم) ظاهر، والمفعول الثاني الذي يصل إليه الفعل بالحرف محذوف؛ لأن معناه تفادونهم بالمال. ومن قرأ (تَفْدُوهم) فالمعنى فيه مثل معنى من قرأ: (تُفَادوهم) إلا أنّه جاء بالفعل على يفعل، ألا ترى أن في هذا الوجه أيضًا دفعًا من كل واحد من الآسرين والمأسور منهم (¬5).
أخبرني العَرُوضي، عن الأزهري، عن المنذري، عن ثعلب قال: المفاداة: أن تدفع رجلًا وتأخذ رجلًا. والفِداء: أن تشتريَه بمال فداءً. ويقال: فديته بنفسي (¬6).
وقال نصير (¬7) الرازي (¬8): يقال: فاديتُ الأسيرَ، وفاديت الأُسارى،
¬__________
(¬1) في (ش) لعلها (أفتال) أو (أفتاك).
(¬2) البيت لكعب بن سعد الغنوي في النوادر ص 244، وعنه نقل أبو علي في "الحجة" دون نسبة 1/ 342، ورواية "اللسان" والصحاح مادة [قول] والأصمعيات ص 97 هكذا:
ومنزلة في دار صدق وغبطة ... وما اقتال من حكم علي طبيب
فلو كان ميت يفتدى لفديته ... بما لم تكن عنه النفوس تطيب
وذكره صاحب "اللسان" في مادة [فدى] 6/ 3366 دون نسبة.
(¬3) هذا كلام أبي علي في "الحجة" 2/ 147.
(¬4) سقطت من (ش).
(¬5) هذا كلام أبي علي في "الحجة" 2/ 147 بتصرف يسير.
(¬6) في "تهذيب اللغة" 14/ 200، وينظر: "اللسان" 5/ 150 (مادة: فدى).
(¬7) في (ش): (نظير).
(¬8) هو: نصير بن أبي نصير الرازي، تقدمت ترجمته [البقرة: 15].