كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 3)

وقيل (¬1): لأن الغالب على جسمه الروحانية لرقته، وكذلك سائر الملائكة.
وقال آخرون: أراد: الروح القدس، أي: المقدس، فأضاف الاسْم إلى الصفة، وأراد به روح عيسى عليه السلام.
وسمى روحَه قُدُسًا؛ لأنه لم تتضمنه أصلاب الفحولة، ولم تشتمل عليه أرحام الطوامث (¬2) (¬3). وجاء في الخبر: أن الله تعالى لما أخذ الذرية في ظهر آدم (¬4) وأشهدهم على أنفسهم ردها إليه إلا روح عيسى فإنه أمسكها عنده إلى وقت خلقه. وقرئ القُدس بالتخفيف والتثقيل (¬5)، وهُما حسنان، مثل: العُنْقُ والعُنُق، والحُلْم والحُلُم، وبابه (¬6). ومعناه: الطهارة.
قال العَجّاج:
قد عَلِمَ القُدُّوس رَبُّ القُدْس (¬7).
وذكرنا ما فيه عند قوله {وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة: 30].
¬__________
(¬1) سقطت من (م).
(¬2) في (م): (الطوارق).
(¬3) "تفسير الثعلبي" 2/ 1025، "الكشاف" للزمخشري 1/ 80، "تفسير ابن كثير" 1/ 132.
(¬4) في (م): (لما أخذ من ظهر آدم الذرية).
(¬5) قرأ ابن كثير في تفسيره (القُدْس) بإسكان الدال حيث جاء، والباقون بضمها. ينظر: "السبعة" ص 163، و"التيسير" ص 64، و"النشر" 2/ 216.
(¬6) من كلام أبي علي في "الحجة" 2/ 150.
(¬7) وبعده:
إن أبا العباس أولى نفس ... بمعدن الملك القديم الكِرسِ
ذكره في: "اللسان" 6/ 3550 (مادة: قدس)، وفيه: (مولى) بدل (رب).

الصفحة 131