كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 3)
وقال أبو الهيثم: الفارض: المسنة (¬1).
أبو زيد: بقرة فارض: عظيمة سمينة، والجميع فوارض (¬2).
وقوله تعالى: {وَلَا بِكْرٌ} قال الليث: البكر من النساء: التي لم تمس، والبكر من الرجال: الذي لم يقرب النساء بعد، والبكر: أول ولد الرجل غلاما كان أو جارية، وبقرة بكر: فتية لم تحمل، والبكر من كل أمر: أوله (¬3)، وأصل هذا الباب أول الأمر، فالبكارة أول حال النساء، وهي بكر في أول حالها، والباكورة أول ما يدرك من الثمار، والبُكرة أول النهار (¬4).
قال الزجاج في قوله: {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ}: أي: ليست بكبيرة ولا صغيرة، قال: وارتفع (فارض) بإضمار هي (¬5).
وقال الأخفش: ارتفع على الصفة للبقرة، والوصف بالنفي صحيح، لأنه يرجع في التحقيق إلى أنه يختص بما ينافي ذلك الوصف، تقول: مررت برجل لا قائم ولا قاعد، أي: برجل (¬6) مختص بصفة تنافي القيام والقعود (¬7).
¬__________
(¬1) قول الكسائي وابن الأعرابي وأبي الهيثم في "تهذيب اللغة" (فرض) 3/ 2772، وانظر: "اللسان" (فرض) 6/ 3387.
(¬2) ذكره في "اللسان" (فرض) 6/ 3387.
(¬3) "تهذيب اللغة" (بكر) 1/ 375 - 377.
(¬4) انظر: "مقاييس اللغة" (بكر) 1/ 287، "تهذيب اللغة" (بكر) 1/ 375 - 377، "اللسان" (بكر) 1/ 333.
(¬5) "معاني القرآن" 1/ 122.
(¬6) في (ب): (رجل).
(¬7) "معاني القرآن" للأخفش 1/ 279. ذكر قوله بمعناه.
الصفحة 16
638