كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 3)

باليمين؛ لذلك دخلت اللام في جوابها (¬1).
قال أبو إسحاق: دخلت اللام مع إن، لأنها لو لم تدخل كان الكلام جحدًا، فلولا اللام كان المعنى: (ما كانت كبيرة)، فإذا جاءت (إن واللام) فمعناهما التوكيد للقصة (¬2).
وأما التفسير: فقال ابن عباس (¬3) ومجاهد (¬4) وقتادة (¬5): وقد كانت التولية إلى الكعبة لكبيرة.
قال ابن زيد (¬6): وقد كانت الصلاة إلى الكعبة لكبيرة ثقيلة، إلا على الذين هدى الله، وقال أبو العالية: وإن كانت القبلة لكبيرة (¬7)، يعني: الكعبة. وقيل: إنه يعني: بيت المقدس (¬8)، أي: وإن كان اتباعها لكبيرًا إلا على الذين هدى الله.
وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} قال المفسرون: قالت اليهود للمسلمين لما حُوِّلت القبلة إلى الكعبة: إن كان هذا التحويل حقًّا
¬__________
(¬1) ينظر: "الكتاب" لسيبويه 4/ 233، 2/ 140.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 1/ 220، وينظر: "التبيان" للعكبري 98، "البحر المحيط" 1/ 425.
(¬3) رواه عنه الطبري 2/ 15، وابن أبي حاتم 1/ 251.
(¬4) رواه عنه الطبري 2/ 15، وابن أبي حاتم 1/ 251.
(¬5) رواه عنه الطبري 2/ 15، وذكره ابن أبي حاتم 1/ 251.
(¬6) رواه عنه الطبري 2/ 16.
(¬7) رواه عنه الطبري في "تفسيره" 2/ 15، بلفظ: عن أبي العالية (وإن كانت لكبيرة) أي: قبلة بيت المقدس (إلا على الذين هدى الله)، وذكره ابن أبي حاتم 1/ 251، وجعل قوله كقول مجاهد.
(¬8) وعلى هذا المعنى حمله الطبري 2/ 16.

الصفحة 382