كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 3)

قال أبو عبيد: الصواب: بفتح الراء (¬1)، وأنشد:
وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ ... كَمَشْيِ السَّبَنْتَى يَراحُ الشَّفِيفَا (¬2)
وقال أبو زيد: قال القيسيون: الرياح أربع: الشمال والجنوب
والصَّبَا والدَّبُور. فأما الشمال فمن عن يمين القبلة، والجنوب من عن جهة
شمالها، والصَّبَا والدَّبور متتابعتان (¬3)، فالصَّبا من قبل المشرق، والدَّبور
من قبل المغرب، وأنشد أبو زيد البيت لأبي صخر الهذلي:
إذا قلتُ هذا حينَ أسلُو يهيجُني ... نسيمُ الصَّبا من حيث يَطَّلِعُ الفَجْر (¬4) (¬5)
وربما تسمى الصبا: قبولًا؛ لأنها استقبلت الدبور.
وقال الأصمعي: إذا انحرفت واحدة منهن عن هذه المهابّ فهي نكباء.
¬__________
(¬1) "اللسان" 3/ 1765: لم يُرح رائحة الجنة: من أرحتُ، ولم يَرَح رائحة الجنة: من رِحتُ أراحُ، ولم يرِح تجعله من راح الشيء أريحه إذا وجدت ريحه، وقال الكسائي: إنما هو لم يُرح رائحة الجنة، من أرحت الشيء فأنا أُريحه، إذا وجدت ريحه، والمعنى واحد، وقال الأصمعي: لا أدري هو من رِحت أو من أرحت؟.
(¬2) البيت لصخر الغَيِّ الهذلي في "شرح أشعار الهذليين" ص 300، "لسان العرب" 3/ 1764، 3/ 1887. والزورة: البعد، وقيل: انحراف عن الطريق، والشفيف: لذع البرد، والسبنتى: النمِر.
(¬3) في كتاب "الحجة" 2/ 250: متقابلتان. وهو أصوب.
(¬4) البيت لأبي صخر الهذلي في "شرح أشعار الهذليين" 2/ 957، و"شرح شواهد المغني" 1/ 169، و"لسان العرب" 5/ 2689 (طلع)، و"مغني اللبيب" 2/ 518.
(¬5) من كتاب "الحجة" 2/ 250.

الصفحة 460