كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 3)

قلنا: إنه تعجب، فعل منقول من الثلاثي إلى الرباعي، والهاء والميم في محل النصب بوقوع الفعل عليه.
قال ابن الأنباري: ويكون أصبر ههنا بمعنى: صبّر (¬1)، وكثيرًا ما يكون أفعل بمعنى فعّل، نحو: أكرم وكرّم، وخبّر وأخبر، فهذا الذي ذكرنا بيان معنى التعجب وفعله.
فأما التفسير على هذه الطريق: فقال المؤرّج: معناه: فما أصبرهم على عمل يؤديهم إلى النار (¬2)، أو على عمل أهل النار (¬3) وهو قول الكسائي وقطرب (¬4).
وقال أحمد بن يحيى: الصبر معناه هاهنا (¬5): الجرأة، أي: ما أجرأهم على أعمال أهل النار (¬6).
وهذا قول الحسن (¬7) وقتادة (¬8) والربيع (¬9).
¬__________
(¬1) ينظر: "زاد المسير" 1/ 177.
(¬2) الثعلبي 1/ 1359، والحيري في "الكفاية" 1/ 109، والقرطبي 2/ 218، وأبو حيان في "البحر المحيط" 1/ 494.
(¬3) سقطت من (أ)، (م).
(¬4) عزاه إليهما الثعلبي 1/ 1360، والحيري في "الكفاية" 1/ 109، والقرطبي في "تفسيره" 2/ 218، وأبو حيان في "البحر المحيط" 1/ 494، وهو قريب من قول المؤرخ كما بيّن أبو حيان، ونسبه في "زاد المسير" 1/ 176 إلى عكرمة والربيع.
(¬5) في (م): (الصبر هاهنا معناه).
(¬6) ونسبه في "زاد المسير" 1/ 176 إلى مجاهد.
(¬7) رواه عنه الطبري 2/ 91، وذكره الثعلبي 1/ 1359.
(¬8) رواه عنه الطبري 2/ 91، وذكره الثعلبي 1/ 1359.
(¬9) رواه عنه الطبري 2/ 91، وذكره الثعلبي 1/ 1359.

الصفحة 509