كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 3)

السفر" (¬1) يريد: لمن يشق عليه ويجهده.
وذهب قومٌ من الصَّحَابة إلى أن الإفطار في السفر واجب (¬2).
وقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} أي: بالرخصة للمسافر والمريض (¬3). واليُسْر في اللغة: معناه: السهولة، ومنه يقال للغِنَى والسَّعَة: اليَسَار؛ لأنه يتسهل به الأمور، واليد اليُسْرى قيل: على التفاؤل باليسر، وقيل: لأنه يتسهل الأمر بمعاونتها اليمنى (¬4).
وقوله تعالى: {وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} لأنه لم يشدد ولم يضيق عليكم. وهذه الإرادة ونفي الإرادة تختص بالأحكام لأهل الإسلام (¬5) (¬6). قال الحسين بن الفضل: يريد الله أن يكون أمره بالصوم عليكم ميسَّرًا، ولم يرد أن يكون أمره بالصوم عليكم مُعَسَّرًا (¬7).
وقوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ} ذكرنا معنى العدة (¬8)، والمدةُ من الأيام تسمى عِدَّة، قال أبو زيد: يقال انقضت عدة الرجل إذا انقضى
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (1946) (كتاب الصوم)، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن ظلل عليه واشتد الحر، ومسلم (1115) (كتاب الصيام)، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر. من حديث جابر وقد روي من حديث أبي سعيد وأنس.
(¬2) ينظر: "تفسير الطبري" 2/ 152 حيث روى ذلك عن عمر وأبي هريرة وعروة بن الزبير، "تفسير الثعلبي" 2/ 305، "المغني" 4/ 406، "تفسير ابن كثير" 1/ 231.
(¬3) "تفسيرالثعلبي" 2/ 327.
(¬4) ينظر: "المفردات" ص 553، "اللسان" 8/ 4957 - 4960 (يسر).
(¬5) في (أ)، (م): لأهل (الأحكام) سلام.
(¬6) "تفسيرالثعلبي" 2/ 328.
(¬7) لم أجده.
(¬8) تقدم معنى العدة في الآية السابقة.

الصفحة 586