كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 4)

وإما أن يعطف جملة من فعل وفاعل على ما تقدمها (¬1).

285 - قوله تعالى {آمَنَ الرَّسُولُ} الآية. قد ذكرنا في بعض الروايات عن ابن عباس: أنه لما نزل قوله: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} شق ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: سمعنا وأطعنا. فقيل على هذا القول: إن الله تعالى لما قالوا ذلك أنزل الله هذه الآية وأثنى عليهم (¬2).
وقال أبو إسحاق: لما ذكر الله عز وجل في هذه السورة فرضَ الصلاة والزكاة والطلاق والإيلاء والحيض والجهاد وأقاصيص الأنبياء وما ذكر من الأحكام ختم السورة بذكر تصديق (¬3) نبيه - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين بجميع ذلك (¬4).
وقوله تعالى: {وَكُتُبِهِ} فيه قراءتان: التوحيد والجمع (¬5)، والكُتُب: جمع كتاب، وهو مصدر كتَب، فنقل وسُمي به، فصار يجري مجرى الأعيان وما لا معنى فِعْلٍ فيه، وعلى ذلك كُسّر، فقيل: كُتب، كما قالوا: إِزَارٌ وأُزُر، ولِجَامٌ ولُجُم، فمن قرأ بالجمع؛ فلأن ما قبله وما بعده بالجمع، فَجَمَعَ الكتبَ أيضًا ليكون مُشاكلًا لما قبله وما بعده، وأما من أفرد؛ فيجوز أن يريد الجنس، كقولهم: كَثُر الدرهم في أيدي الناس والدينار، وكقوله: أهلك الناسَ اللبنُ، ونحو ذلك مما (¬6) يفرد، والمراد منه الجمع.
¬__________
(¬1) من "الحجة" 2/ 464 - 465 باختصار.
(¬2) ينظر: "تفسيرالثعلبي" 2/ 1858.
(¬3) سقطت من (أ) و (م).
(¬4) "معاني القرآن" 1/ 368.
(¬5) قرأ حمزة والكسائي (وكتابه) على الإفراد، وقرأ الباقون (وكتبه) بالجمع. ينظر: "السبعة" ص 195 - 196، "الحجة" 2/ 455.
(¬6) في (م) (فيما).

الصفحة 526