كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 4)

من الأثقال التي كانت عليهم، يدل على هذا قوله في صفة هذه الأمة: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157] (¬1) وهذا قول أبي عبيدة (¬2) والمؤرج (¬3) (¬4) والقتبيي (¬5) والزجاج (¬6) وابن الأنبارى (¬7).
قال الزجاج: المعنى لا تحمل علينا أمرًا يَثْقُلُ كما حملته على الذين من قبلنا، نحو ما أمُر به بنو إسرائيل من قتل أنفسِهم، أي: لا (¬8) تمتحنا بما يثقل علينا (¬9).
وقوله تعالى: {وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} الطاقة: اسم من الإطاقة، كالطاعة (¬10) من الإطاعة، والجابة من الإجابة، وهي توضع موضع المصدر.
قيل في معنى {مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}، أي: من العذاب، كأنهم سألوا الله تعالى أن لا يعذبهم بالنار، فإنه لا طاقة لأحد مع عذاب الله، وقيل:
¬__________
(¬1) من "تفسيرالثعلبي" 2/ 1876 - 1877.
(¬2) "مجاز القرآن" 1/ 84.
(¬3) هو: أبو فيْد، مؤرج بن عمرو السدوسي البصري، تقدمت ترجمته 2/ 460، [البقرة: 44].
(¬4) "تفسير الثعلبي" 2/ 1877.
(¬5) "تفسير غريب القرآن" ص 89.
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 1/ 371.
(¬7) "تفسير الثعلبي" 2/ 1877، وذكر الثعلبي في "تفسيره" أنه قول عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، ومالك بن أنس.
(¬8) في (ش): (لأن لا).
(¬9) "معاني القرآن" 1/ 371.
(¬10) في (م): (اسم من الإطاعة).

الصفحة 540