كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 4)

يقول: هم حلفاء لا أبناء عم (¬1)، والمَولَى: الذي يلي عليك أَمْرَكَ (¬2).
فمعنى قوله: أنت مولانا أي: أنت ولينا بنصرك إيانا، وأنت الذي تلي علينا أمورنا، وذلك أنه (¬3) يلي أمور (¬4) المؤمنين بالنصرة والمعونة، يقال منه (¬5): ولي يلي ولاية، فهو ولي ومولى (¬6).
قال مقاتل بن سليمان: لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السماء، أعطي خواتيم سورة البقرة {آمَنَ الرَّسُولُ} فقالت له (¬7) الملائكة: إن الله عز وجل قد أحسن عليك الثناء بقوله: {آمَنَ الرَّسُولُ} فَسَلْه وارغب إليه، وعلمه جبريل كيف يدعو، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا} إلى آخر السورة، وجبريل عليه السلام يقول في كل فصل: قد فعل الله تبارك وتعالى ذلك (¬8).
¬__________
(¬1) قوله: (حلفاء لا أبناء عم)، سقطت من (ي).
(¬2) ينظر في ولي "تفسير الطبري" 3/ 159، "تهذيب اللغة" 4/ 3955 - 3958، "المفردات" ص 547، "اللسان" 8/ 4920.
(¬3) في (ي) و (ش): (لأنه).
(¬4) في (ي): (أمر).
(¬5) سقطت من (ي).
(¬6) قال الراغب: الولاء والتوالي: أن يحصل شيئان فصاعدان حصولًا ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ومن حيث النسبة، ومن حيث الدين، ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد. والوِلاية: النصرة، والوَلاية: تولي الأمر، وقيل: الوِلاية والوَلاية نحو الدِّلالة والدَّلالة، وحقيقته: تولي الأمر، والوَلي والمولى يستعملان في ذلك، كل واحد منهما يقال في الفاعل، أي الموالي، وفي معنى المفعول، أي: الموالَى، يقال للمؤمن: هو ولي الله عز وجل، ولم يرد مولاه، وقد يقال: الله تعالى ولي المؤمنين ومولاهم.
(¬7) سقطت من (ي).
(¬8) لم أجد عند مقاتل في "تفسيره" 1/ 232 الشق الأول من الحديث، ولكنه ذكر قوله:=

الصفحة 543