كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

(قال) (¬1) النبي (¬2) - صلى الله عليه وسلم - في قوله، فذكره (¬3).

107 - قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ} قال ابن عباس (¬4): يريد: ففي جنة الله.
قال أهل المعاني (¬5): وإنما قيل [لـ (الجَنَّةِ): رحمةُ] (¬6) الله؛ إعلامًا أنً العبدَ لا يدخلها إلا برحمته (¬7)، وإنْ اجتهد في طاعته.
¬__________
(¬1) في (أ): (قال قال).
(¬2) في (ج): (رسول الله).
(¬3) الأثر: أخرجه الطبري في "تفسيره" 4/ 40، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 730، وأورده الثعلبي في "تفسيره" 2/ 88 أ، والبغوي في "تفسيره" 1/ 340، والماوردي في "النكت والعيون" 1/ 415، وابن الجوزي في "زاد المسير" 1/ 436، والسيوطي في "الدر" 2/ 112 وزاد نسبة إخراجه لابن المنذر.
وقد أوردوه كلهم موقوفًا على أبي بن كعب - رضي الله عنه - (ولم أر من رفعه سوى المؤلف. ونصه كما عند الطبري: (قال صاروا يوم القيامة فريقين: فقال لمن أسوَدَّ وجهُه، وعيَّرَهم: {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}، قال: هو الإيمان الذي كان قبل الاختلاف في زمان آدم، حين أخذ منهم عهدهم وميثاقهم، وأقرُّوا كلهم بالعبودية، وفطرهم على الإسلام، فكانوا أمة واحدة مسلمين. يقول: {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، يقول: بعد ذلك الذي كان في زمان آدم ..). وعلى هذا فالآية عامَّةٌ في جميع الكفار، ورجَّح هذا الطبري.
(¬4) لم أقف على مصدر قوله وقد أورده ابن الجوزي في الزاد:1/ 437.
(¬5) ممن قال ذلك: ابن قتيبة، في "تأويل مشكل القرآن" 145. وانظر: "الوجوه والنظائر" لهارون بن موسى: 53، "تفسير الطبري" 4/ 40، "الأشباه والنظائر" للثعلبي: 162، "قاموس القرآن" للدامغاني: 199، "نزهة الأعين النواظر" لابن الجوزي: 331، "تفسير الكريم المنان" للسعدي: 1/ 194، "محاسن التأويل" 4/ 932. حيث فسروها جميعًا بالجنة.
(¬6) ما بين المعقوفين مطموس في (أ). والمثبت من (ب)، (ج).
(¬7) في (ج): (رحمة الله).

الصفحة 490