كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

عباس (¬1): نُبَيّنها.
وقوله تعالى: {بِالْحَقّ} أي: بأنَّها (¬2) حقٌ؛ كما تقول: أعامِلُك بالحَقِّ؛ أي: معاملتي حقٌّ.
ويجوز أنْ يكون المعنى: نتلوها بالمعنى الحق؛ لأن معنى المَتْلُوِّ حقٌّ.
{وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ} فيعاقبهم بلا جُرْمٍ. (قاله) (¬3) ابنُ عبَّاس. وقال أبو إسحاق (¬4): أعلم الله جل وعزَّ أنَّهُ (¬5) يُعذِّبُ مَن يُعذِّبُهُ باستحقاقٍ.
[وحَسُنَ] (¬6) ههنا نفيُ إرادةِ الظلم للعالمين؛ لأن ذِكْرَ العقوبةِ قد تقدم، فبيَّنَ أنَّه لا يُعاقِب أحدًا (¬7) ظالمًا إيَّاهُ.
فإنْ قيل: أليس لو فعل ذلك، لم يكن ظالمًا عندكم؟ فلِمَ (¬8) قال: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} [غافر: 31]؟ ولو أراده لم يكن ظُلمًا؟ (¬9).
قلنا: سمَّاه ظلمًا؛ لأنه في سورة الظُّلْم (¬10)، ولو عَذَّبَ غير (¬11)
¬__________
(¬1) لم أقف على مصدر قوله. واختاره المؤلف في تفسيره (الوجيز) (المطبوع بهامش (مراح لبيد): 1/ 113).
(¬2) في (ب): (بيانها).
(¬3) من (أ)، وفي باقي النسخ: (قال).
(¬4) في "معاني القرآن" له: 1/ 455. نقله عنه بمعناه
(¬5) في (ج): (أنَّ).
(¬6) ما بين المعقوفين زيادة من (ج).
(¬7) في (أ)، (ب): أحد. والمثبت من: (ج). وهي أليق بالعبارة -هنا- وأوجه.
(¬8) في (ج): فلما.
(¬9) في (ب): (ظالمًا).
(¬10) انظر حول هذا الموضوع: "شرح العقيدة الطحاوية" 453 - 455.
(¬11) في (ج): (غيره).

الصفحة 492