كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

لتَقَدُّمِ (¬1) البِشَارَةِ بهذه الأُمَّة، ولِمَا قد (¬2) كان يُسمَعُ مِنَ الخير في هذه الأمَّةِ؛ فكأنَّه (¬3) قيل: كنتم خير أُمَّةٍ بُشِّرَت بها. وهذا القول، يُروى معناه عن الحَسَنِ (¬4).
وقال بعضهم (¬5): الكَوْنُ ههنا بمعنى: الوقوع والحُدُوث، وهي التَّامَّةُ التي لا تحتاج إلى خبر، فمعنى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ}: حَدَثْتم خَيْرَ أُمَّةٍ، ووُجِدْتُم وخُلِقْتُم خَيرَ أمَةٍ، فيكون {خَيْرَ أُمَّةٍ} حينئذ بمعنى الحَالِ. وهذا معنى قولِ [ابن] (¬6) جَرِير (¬7).
وحكى الزجاجُ (¬8) عن بعضهم: كنتم [منذ] (¬9) آمنتم خيرَ أُمَّةٍ (¬10).
فأمَّا المُخاطَبون بهذا: فقال ابن عباس في رواية سعيد بن جبير (¬11):
¬__________
(¬1) في (ج): (فتقدم).
(¬2) في (أ)، (ب): (قدم). والمثبت من (ج).
(¬3) في (ج): (وكأنه).
(¬4) قوله في "تفسير الطبري" 4/ 45، "النكت والعيون" 1/ 416.
(¬5) منهم الطبري، كما سيأتي.
(¬6) ما بين المعقوفين: زيادة من: (ج).
(¬7) في "تفسيره" 7/ 106.
(¬8) في "معاني القرآن" له 1/ 456. أورد هذا القول وصدَّره بلفظ (قيل ..).
(¬9) في (أ)، (ب)، (ج): (قد). ولم أر لها وجهًا. وأثبتُّها من: "معاني القرآن" للزجاج. وقد تكون (مُذ) فحرِّفت إلى (قد).
(¬10) قد يكون القائل ابن الأنباري؛ حيث أورد ابن الجوزي في الزاد نحو هذا القول، وقال: (ذكره ابن الأنباري) ونصه: (مذ كنتم). انظر: "زاد المسير" 1/ 439.
(¬11) هذه الرواية، في "مصنف ابن أبي شيبة" 6/ 398 رقم (32349)، و"مسند أحمد" (شرح الشيخ أحمد شاكر): 4/ 153 رقم (2463)، 335 (1928)، 355 (3989)، 5/ 112 (3321)، وصححه الشيخ شاكر، وتفسير النسائي: 1/ 319، "تفسير الطبري" 4/ 45، "تفسير عبد الرزاق" 130، "تفسير ابن أبي حاتم" =

الصفحة 495