كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

لأوَّلِنا، ولا تكون لآخرنا.
وقال (¬1) في رواية عطاء (¬2): يريد: أُمَّةَ محمد - صلى الله عليه وسلم -. فعلى هذا: هم جميع المؤمنين من هذه الأمَّة.
قال الزجاج (¬3): هذا الخطاب، أصلُه: أنه خوطب به أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يَعُمُّ سائرَ أُمَّتِهِ.
وقوله تعالى: {أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} يُحتَمَلُ أنْ يكون {للِنَّاسِ}، مِنْ صِلَةِ {أُمَّةٍ}، أي: كنتم خير أمةٍ للنَّاسِ أُخْرِجَت، يعني: أفهم (¬4) خير أمَّة للنَّاس، تجيئون بهم في السلاسل، فتُدْخِلُونَهم في الإسلام. وهذا المعنى يُروى عن أبي هريرة (¬5).
¬__________
(¬1) أي: ابن عباس - رضي الله عنه -.
(¬2) لم أقف على مصدر هذه الرواية.
(¬3) في "معاني القرآن" له: 1/ 456، نقله عنه بتصرف يسير جدًّا.
(¬4) في (ج): (أنتم).
(¬5) ورد هذا عنه مرفوعا وموقوفًا، أما المرفوع فقد أخرجه: البخاري في "الصحيح" (3010) في الجهاد، باب الأسارى في السلاسل، ولفظه عنده من رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عجب ربنا من قوم يدخلون الجنة في السلاسل". وأخرجه أحمد مرفوعًا بنحو لفظ البخاري. انظر: "المسند" (شرح الشيخ شاكر): 15/ 168 (8000)، 18/ 48 (9260)، 19/ 33 (9781)، 66 (9890)، وأبو داود في "السنن" (2677) كتاب الجهاد، باب: (في الأسير يوثق). وابن حبان في "صحيحه" "الإحسان" 1/ 343 رقم (134).
أما الموقوف، فقد أخرجه: البخاري (4557) في التفسير، سورة آل عمران، باب (7) ولفظه: ({كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قال: خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام).
وأخرجه عنه كذلك: النسائي في "تفسيره" 1/ 318، والطبري في "تفسيره" =

الصفحة 497