كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

فإذا (¬1) نَقَلْتَ (¬2) إلى (فَعَّلَ)، قلت: (ولّاني مآخيرَهُ) (¬3)، و (ولّاني مَيَامِنَه) (¬4)، فهو مثل: (فَرِحَ) و (فَرّحْتُه) (¬5)، ومثل هذا: قوله: {لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ} [الحشر: 12]، وقوله: {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45]، إلّا أنّ المفعول الثاني الزائِد في نَقل (فَعِلَ) (¬6) إلى (فَعَلَ) محذوفٌ من الآيتين، ولو لم يُحذَفْ لكان كقوله: {يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ} (¬7).
وقوله تعالى: {ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ} محمول (¬8) على الاستئناف، لا على
¬__________
(¬1) في (ج): (وإذا).
(¬2) في "إعراب القرآن" المنسوب للزجاج: نقلته.
(¬3) في (أ)، (ب): (ما آخيره). والمثبت من: (ب)، (ج)، "إعراب القرآن". وفي "إعراب القرآن": (قلت: وَلِيتُ مآخيره، وولّاني مآخيره).
والمآخير: لم أقف على المراد بها في معاجم اللغة التي رجعت إليها، وقد ورد فيها (المئخار)، وهي النخلة التي يبقى حملها إلى آخر الصِّرام، أو يبقى إلى آخر الشتاء، وجمعها: مآخير.
انظر: "كتاب النخل"، لأبي حاتم السجستاني: 92، وانظر مادة (أخر) في "اللسان" 1/ 45، "التاج" 6/ 17.
ولكن هذا المعنى ليس هو - المراد هنا، وإنما يراد بها هنا -والله أعلم- جهة الخلف من الإنسان: الظهر وما يليه. ويعزز هذا قوله بعده: (وولاني ميامنه).
(¬4) ورد في "إعراب القرآن" المنسوب للزجاج: (ووليت ميامنه، وولاني ميامنه). والميامن: جمع (مَيمَنه)، وهي خلاف الميسرة في الإنسان. انظر: "اللسان" 8/ 4967 (يمن).
(¬5) في "إعراب القرآن" السابق، أضاف بعدها: (وليس مثل: لقي وألقيته ولقَّيْته).
(¬6) في (أ): (فعِّل). وفي (ب)، (ج): (غير مشكولة). وما أثبته هو الصواب.
(¬7) فـ (الأدبار) مفعول ثانٍ. انظر: "التبيان" للعكبري: ص 204، "الدر المصون" 3/ 352.
(¬8) من قوله: (محمول ..) إلى (ثم لا ينصرون): ساقط من (ج).

الصفحة 501