كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)
ففيه أعظم دلالة على (صحة) (¬1) نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
112 - قوله تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} قد مضى الكلام في معنى ضَرْبِ الذِّلَّةِ والمَسْكَنَةِ على اليهود، في سورة البقرة (¬2).
وقوله تعالى: {أَيْنَ مَا ثُقِفُوا} أي: وُجِدوا، وصُودِفوا (¬3). ومضى الكلام في هذا عند قوله: {حَيثُ ثَقفتُمُوهُم} [البقرة: 191].
وقوله تعالى: {إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ} قال الفرّاء (¬4): يقول: (إلَّا أنْ يَعتَصموا بحبل من الله)، فأضمر ذلك، وأنشد:
رأتني بحَبْلَيْها فَصدّتْ مَخَافَةً ... وفي الحَبْلِ رْوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ (¬5)
¬__________
= الدَّبْرَة: العاقبة، والهزيمة في القتال. أمَّا الدِّبْرة -بكسر الدال المشددة- فهي خلاف القِبلة. انظر: "القاموس المحيط" ص 389 (دبر).
(¬1) زيادة من (أ).
(¬2) انظر: "تفسير البسيط" عند تفسير آية: 61 من سورة البقرة.
(¬3) انظر: (ثقف) في "اللسان" 1/ 492، "القاموس" ص 795.
(¬4) في "معاني القرآن" له: 1/ 230. نقله عنه بنصه.
(¬5) البيت لحميد بن ثور، وهو في ديوانه: 35. وورد في "معاني القرآن" للفراء: 1/ 230، "تفسير الطبري" (49)، "تهذيب اللغة" 1/ 731، "تفسير الثعلبي" 3/ 101 أ، "أساس البلاغة" 1/ 381، "اللسان" 2/ 761، 7/ 4410، 6/ 3401. "البحر المحيط" 3/ 32.
وروايته في الديوان:
فجئت بحبليها فردَّت مخافةً ... إلى النفس روعاءُ الجَنان فَرُوق
ووردت روايته في "اللسان" 7/ 4410
رأتني بنِسْعَيها فردت مخافتي ... إلى الصدر روْعاءُ الفؤادِ فَرُوق
وفي "اللسان" 6/ 3401:
رأتني مُجَلِّيها فصدت مخافةً ... وفي الخيل روعاء الفؤاد فروق
و (الروعاء): الناقة الحديدة الفؤاد. "القاموس" 724 (روع). و (الفَرُوق): =
الصفحة 503