كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

قال أراد: أقْبَلْتُ (¬1) بحبليها (¬2).
وقد نُعي هذا عليه، فقيل: لا يجوز حذف الموصول وإبقاء صلته (¬3)؛ وذلك أن الموصول لمّا احتاج إلى الصِّلَةِ للبيان عنه، فالحاجة إلى ذِكْرِهِ أشدُّ (¬4)، وإنَّما يجوز حذفُ الشيء للاستغناء بدلالة غيره عليه، فلو دَلّ دليل عليه لحُذف مع صلته؛ لأنه معها بمنزلِةِ شيءٍ واحد. ويجوز حذف الصلة دون الموصول؛ لأن الموصول [هو المعتمد عليه، والصلة تبع له؛ لأنها للبيان عنه، فإذا حُذِفَ الموصول] (¬5) وجب حذفُ الصلة معه؛ [لأنها تَبَعٌ] (¬6) له.
وقد أخبرني العَرُوضي رحمه الله، عن الأزهري، قال (¬7): أخبرني
¬__________
= الشديدة الفزع. من (الفَرَق): وهو الخوف. "اللسان" 6/ 3397 (فرق). قال الأستاذ محمود شاكر في تعليقه على البيت في هامش "تفسير الطبري" 7/ 113 (ط. شاكر): (مدح ناقته بحدة الفؤاد، تفزع لكل نبأة؛ من يقظتها؛ كما قالوا: (مجنونة)، يقول ذلك في ناقته: رأتني أقبلت بالحبلين لأشد عليها راحلي، فصدَّت خائفة. يصفها بأنها كريمة لم تبتذلها الأسفار. ثم قال: فلما شددت عليها الرحل، كانت في الحبل ذكية شهمة، تتوجس لكل نبأة؛ من يقظتها وتوقدها).
(¬1) في (ب): (قبلت).
(¬2) في (ج): (بحبلها).
(¬3) وهي -هنا- الجار والمجرور. ففي الآية {بِحَبْلٍ}، وفي البيت (بحبليها).
(¬4) في (ج): (ذكر ما شد).
(¬5) ما بين المعقوفين: زيادة من: (ج).
(¬6) ما بين المعقوفين: في (أ)، (ب): (لا يتبع). والمثبت من (ج).
(¬7) قوله في "تهذيب اللغة" 1/ 731 - 732 (حبل) إلى نهاية: (ومعنى (ألا): (لكن). وقد نقله عنه بتصرف واختصار يسيرين.

الصفحة 504