كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

ولم يرتض هذا القولَ أحدٌ مِن النحويين، وقالوا: هذا الذي قاله، لغة رديئة في القياس والاستعمال.
أما القياس؛ فلأن الجمعَ عارِضٌ، والعارِضُ لا تُؤكَّد عَلامَتُه؛ لأنه بمنزلة ما لا يُعتَدُّ بِه، وليس كالتأنيث؛ للزومه، فَتُقَدَّم [له] (¬1) العَلامَةُ؛ لِتُؤذِنَ به قبل ذِكْرِهِ. ومع (¬2) [هذا؛ فجائز] (¬3) تركها فيه، فكيف (¬4) بالعارض (¬5)؟ ولزوم (¬6) الفعل للفاعل يغني عن التثنية والجمع فيه، فلا
¬__________
= 3/ 1455 (دوف)، "الدر اللوامع" 1/ 142.
وورد غير منسوب في "الحجة" للفارسي: 1/ 132، "الخصائص" 2/ 194، و"إعراب الحديث النبوي" 125، 138، "رصف المباني" 112، "الجنى الداني" 150، "همع الهوامع" 2/ 256.
والبيت من قصيدة قالها في هجاء عمرو بن عفراء الضبِّي.
و (دِيافيّ) نسبة إلى (دِياف) وهي من قرى الشام، وأهلها نَبَط، و (حوران): من قرى الشام. انظر: "معجم البلدان" 2/ 494، "الخزانة" 5/ 235.
و (السليط): الزيت. وقيل: كل دهن عصر من حب. انظر: "اللسان" 4/ 2065 (سلط). يقول الشاعر -هنا- عن المهجو: إنَّ أهله من النَّبطِ، وليسوا من العرب الخلَّص، أصحاب الانتجاع والشجاعة والحروب، بل هم من أهل (دِياف)، ممن يعيشون على عصر الزيت. وزاده هجاءً بقوله: (يعصرن) -بنون النسوة- يشبههم بالنساء ذوات الخدمة والتبذل، وليسوا كالرجال ممن شأنهم الحروب.
والشاهد فيه: قوله: (يعصرن السليط أقاربه) ولم يقل (يعصر)، على الأصل، حيث إنه فعل مقدمة، وفاعله (أقاربه)، والنون في الفعل علامة لكون الفاعل جمعًا.
(¬1) ما بين المعقوفين زيادة من: (ج).
(¬2) في (ج): مع.
(¬3) ما بين المعقوفين: غير مقروء في (أ). وفي (ب): هذا الحيز. والمثبت من: (ج).
(¬4) في (ج): (وكيف).
(¬5) في (ب): (العارض).
(¬6) في (ب): ولزومه. في (ج): (ولزم).

الصفحة 514