كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

شُكْرًا لأن معنى الشاكر في (¬1) صفته: أنَّه يُثِيب (¬2) على الطاعة (¬3) جعل منع الثواب كفرًا.
ومعنى (¬4) قوله تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} أي: لا يُضيع شيئًا من أعمالهم (¬5)؛ لأن المُجازي به عليمٌ بهم.

116 - قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} قال ابن عباس (¬6): يريد: قريظة والنضير (¬7).
{لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ} أي: لن تدفع عنهم الضَّررَ إذا نزل بهم أموالُهم ولا أولادُهم. خُصَّا بالذكر؛ لأنهما مُعتَمَد ما يقع به الاغترارُ، فإذا لم يغنيا، فغناء مَن دونهما أبعد.
وقال الزجّاج (¬8): لأن رؤوساء اليهود مالوا إلى الأموال في معاندتهم
¬__________
(¬1) في (ج): (مع).
(¬2) في (ج): (يثبت).
(¬3) قال الزجاج: (فكأن الشكر من الله -تعالى- هو: إثابتة الشاكر على شكره، وقبوله للطاعة شكرا على طريقة المقابلة؛ كما قال عز اسمه: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُم} [البقرة: 194]). "تفسير أسماء الله الحسنى" 48. ونقل الأزهري عن الزجاج -كذلك- قوله: (والشكور من أسماء الله -جل وعز- معناه: أنه يزكو عنده القليل من أعمال العباد، فيضاعف لهم به الجزاء). "تهذيب اللغة" 2/ 1913.
(¬4) ومعنى: ساقطة من: (ج).
(¬5) في (أ) و (ج): (عملهم).
(¬6) لم أقف على مصدر قوله.
(¬7) قال الطبري: (وهذا وعيد من الله عز وجل للأمَّة الأخرى الفاسقة من أهل الكتاب ... ولمن كان من نظرائهم من أهل الكفر بالله ورسوله ..). "تفسيره" 4/ 58.
(¬8) في "معاني القرآن" له 1/ 460. نقله عنه بالمعنى.

الصفحة 522