كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما قامت لهم الرياسة، واكتسبوا الأموالَ بمعاندته.
والدليل على ذلك: قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ} [البقرة: 79] الآية.
وخص الأولاد؛ لأنهم أقرب أنسبائهم (¬1) إليهم.
وقال بعض المفسرين (¬2): لن تغني عنهم أموالُهم في الصدقات، ولا أولادُهم في الشفاعات، بخلاف المؤمن، فإنَّ المؤمنَ ينفعه مالُه في الكَفَّارات والصدقات؛ وأولاده في الشفاعة. والدليل على صحة هذا التفسير: ما ذكر مِن بُطلان نفقاتهم عقيب هذه الآية في:

117 - قوله تعالى: {مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الآية.
قال يَمَان (¬3): نزلت في إنفاق أبي سفيان والمشركين في بدر وأحد، على عداوة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال مقاتل (¬4): يعني: نفقة سَفَلَة اليهود على علمائهم (¬5).
وقال مجاهد (¬6): يعني جميع نفقات الكفار في الدنيا، وصدقاتهم.
¬__________
(¬1) في (ب)، (ج): أنسابهم.
(¬2) لم أقف عليه.
(¬3) قوله في "تفسير الثعلبي" 3/ 103 ب، وقد أورد الماوردي هذا القول في "النكت والعيون" 1/ 418 ولم يعزه لقائل.
(¬4) قوله في "تفسيره" 1/ 296، "تفسير بحر العلوم" 2/ 135، "الثعلبي" 3/ 103 ب.
(¬5) بيَّن مقاتل أن نفقة سفلة اليهود على علمائهم، يبتغون بها الآخرة، ثم أردف مقاتل قائلًا: (فكذلك أهلك الله نفقات سفلة اليهود ومنهم كفار مكة التي أرادوا بها الآخرة، فلم تنفعهم نفقاتهم). "تفسيره" 297.
(¬6) قوله في "تفسير الطبري" 4/ 59، "تفسير ابن أبي حاتم" 3/ 741، وتفسير مسلم بن خالد الزنجي: 77 (ضمن الجزء الذي فيه تفسير القرآن ليحيى بن اليمان وغيره =

الصفحة 523