قال ابن الأنباري (¬1): وإنما وُصِفت النارُ أنها صِرٌّ؛ لتَصْرِيَتِها (¬2) عند الالتهاب.
قال الزجاج (¬3): وهذا غير ممتنع. وصوت لهيب النار يُسمَّى صِرًّا (¬4)، ومن هذا: (صرير الباب). ويقال: (صَرْصَرَ الأخطَبُ (¬5)
¬__________
= بـ (النار)، ولم يُبَيِّن ابنُ أبي حاتم السندَ إلى مجاهد.
وابنُ أبي نَجِيح، هو: أبو يَسَار، عبد الله، بن أبي نجيح - (يسار) -، المَكِّي، الثقفي بالولاء. من الأئمة الثقات، إلا أنه رُمي بالقدر والاعتزال، وربَّما دَلَّس. قال ابن تيمية: (تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد، من أصح التفاسير، وليس بأيدي أهل التفسير كتاب في التفسير، أصح من تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد، إلا أن يكون نظيره في الصحة)، مات (131 هـ)، وقيل: بعدها.
انظر: "تفسير سورة الإخلاص"، لابن تيمية: 201، و"ميزان الاعتدال": 3/ 229، و"تقريب التهذيب": ص 326 (3662).
(¬1) لم أقف على مصدره. وقد أورد قوله هذا ابن الجوزي في: الزاد: 1/ 445، وابن القيم في: أمثال القرآن: 53، والفخر الرازي في: "تفسيره": 8/ 213. وكذا نقل صاحب "اللسان" هذا المعنى، فقال: (وقال ابن الأنباري في قوله -تعالى-: {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ}، قال: فيها ثلاثة أقوال: أحدها: فيها برد، والثاني: فيها تصويت وحركة، وروي عن ابن عباس قوله آخر: {فِيهَا صِرٌّ}، قال: فيها نار) 4/ 2429 (صرر).
(¬2) في "زاد المسير"، و"تفسير الفخر الرازي" لتصويتها. وورد في "أمثال القرآن" لابن القيم: (لتصريتها) -كما هي عند المؤلف-.
(¬3) في: "معاني القرآن"، له: 1/ 461.
(¬4) ونص عبارة الزجاج: (وجعل فيها صِر؛ أي: صوت، وهذا يخرج في اللغة، وإنما جعل فيها صوتًا؛ لأنه جعل فيها نارًا، كأنها نار أحرقت الزرع. فالصر -على هذا القول-: صوت لهيب النار، وهذا كله غير ممتنع).
(¬5) الأخطب: من نوع الطيور، قيل: هو الشِّقِرَّاق، وهو طائرٌ مُرَقَّط، وقيل: هو الصُّرَد. وسُمِّيا بذلك، لأن فيهما سوادًا وبياضًا. انظر: "تاج العروس": 1/ 469 (خطب).