كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

فعلى هذا، قوله: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} أي: سَمُوم؛ كالنار أحرقت الزرع، أو نارٌ لها صوت (¬1).
وروى ابن الأنباري -بإسناده- عن السُّدِّيّ، عن أبي مالك (¬2)، عن ابن عباس، في قوله: {فِيهَا صِرٌّ}، قال: فيها نار (¬3).
وقوله تعالى: {ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} قال ابن عباس (¬4): جحدوا نعمة الله عندهم. وقال آخرون (¬5): ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية.
¬__________
= وقوله: (جشَّاء الحنين): (الأجش): الغليظ الصوت، والمؤنث: (جَشَّاء)؛ أي: لها صوت أجش. يقال للريح التي لها حنين يشبه حنين الإبل: (الحَنُون).
وقوله: (نؤوج) من (نَأجَ، ينأجُ، نأجًا) وهو من الإنسان أحزن ما يكون من الدعاء وأضرعه وأخشعه. و (النَّأج، والنئيج)، بمعنى: الصوت والسرعة، ويقال عن الريح: (نَأجَتْ، تَنْأجُ، نَئِيجًا): تحركت، فهي (ريح نؤوج)، و (لها نَئيج)؛ أي: مَرٌّ سريع مع صوت.
انظر: "تهذيب اللغة": 2/ 1347 (ربع)، و"اللسان": 5/ 3156 (عوج)، 7/ 4312 (نأج)، 2/ 1029 (حنن)، 2/ 628 (جشش).
(¬1) قال ابن القيم: (وأقوال الثلاثة متلازمة، فهو برد شديد محرق بِيبُسْه للحرث، كما تحرق النار، وفيه صوت شديد). "أمثال القرآن": 53. وانظر: "تفسير ابن كثير": 1/ 427.
(¬2) هو: غَزْوان الغِفاري الكوفي، مشهور بكنيته (أبي مالك). ثقة، عده ابن حجر من الطبقة الوسطى من التابعين، توفي بعد المائة.
انظر: "الجرح والتعديل": 7/ 55، و"التقريب": ص 442 (5354).
(¬3) وقد أخرج هذا القول عنه ابن أبي حاتم في "تفسيره": 3/ 741 من رواية عنترة بن عبد الرحمن الكوفي عنه.
(¬4) لم أقف على مصدر قوله.
(¬5) منهم السدي، وهو ما يفهم من قوله في الآية: (فكذلك أنفقوا، فأهلكهم شركهم). "تفسير الطبري": 4/ 60. و"تفسير ابن أبي حاتم": 3/ 742. وهو قول الطبري في "تفسيره".
وهو قول الكلبي. انظر: "بحر العلوم" 2/ 135، وقول الثعلبي في "تفسيره" 3/ 103 ب.

الصفحة 529