و (البِطَانَة): قال أبو حاتم، عن الأصمعي (¬1): (بَطَن فلانٌ بفلان، يَبْطُنُ به بُطُونًا، وبِطَانَةً) (¬2): إذا كان خاصًّا به، داخلًا في أمره. فـ (البِطانة) (¬3) مصدرٌ يُسَمَّى به الواحد والجمع.
قال الشاعر:
أولئك خُلْصاني نَعَمْ وبِطانَتِي ... وهُمْ عَيْبَتِي (¬4) مِن دونِ كلِّ قَرِيبِ (¬5)
¬__________
= وقد قيل لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه -: (إن ههنا غلامًا من أهل الحيرة، حافظًا كاتبًا، فلو اتّخذته كاتبًا. قال: قد اتّخذت إذًا بطانة من دون المؤمنين). أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 743، وأورده ابن كثير 1/ 428، والسيوطي في "الدر": 2/ 118، وزاد عزوه لعبد بن حميد، وابن أبي شيبة.
قال ابن كثير -معلقًا في هذا الموضع-: (ففي هذا الأثر مع هذه الآية [أي: آية سورة آل عمران 118] دليل على أن أهل الذمة لا يجوز استعمالهم في الكتابة التي فيها استطالة على المسلمين، وإطلاع على دواخل أمورهم، التي يخشى أن يفشوها إلى الأعداء من أهل العرب؛ ولهذا قال: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}). "تفسيره": 1/ 428. وانظر: "تفسير الفخر الرازي" 8/ 215.
(¬1) قوله، في: "تهذيب اللغة": 1/ 350 (بطن). وهو من قوله: (أبو حاتم ..) إلى (في أمره). نقله عنه بنصه.
(¬2) وبطانة: ليست في: "تهذيب اللغة". وهي في: "اللسان": 1/ 304 (بطن) حيث أورد نفس النص، ولكن دون عزو.
(¬3) في (أ): (بالبطانة). وفي (ب): (في البطانة). والمثبت من (ج).
(¬4) في (ب): (عينتي).
(¬5) لم أقف على قائله. وقد ورد غير منسوب في: "تفسير الثعلبي" 3/ 104 أ، و"البحر المحيط" 3/ 33، و"الدر المصون" 3/ 363، و"فتح القدير" للشوكاني 1/ 566. وفي "فتح القدير": (وهم خلصاني كلهم وبطانتي). وقوله: (خُلْصاني)؛ أي: خُلَصائي. ويستوي فيه الواحد والجماعة. =