كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

وبِطَانة الرجل: خاصَّتُه الذين يَسْتَبْطنون (¬1) أمْرَهُ. وأصله من: (البَطْنِ) خلاف الظهر، ومنه (¬2): (بِطانَة الثوب)، خلاف (ظهارته) (¬3).
وقوله تعالى: {مِنْ دُونِكُمْ} أي: مِن دون المسلمين، ومِن غير أهل ملَّتكم، وظاهر هذا للمخاطَبِين، وهو يريد: جميع المسلمين. يعني لا تتخذوا بطانة مِن دون (¬4) المسلمين (¬5).
وصلح أن يُعَبَرَ {مِنْ دُونِكُمْ} عن هذا. كما يقول الرجل: (قد قتلتمونا [وهزمتُمُونا] (¬6)؛ وهو يريد قتلتم إخواننا. وقد تقدم لهذا نظائر (¬7).
وقوله تعالى: {لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا} يقال (¬8): (أَلَوْتُ في الشيء،
¬__________
= و (عَيْبَة الرجل): موضعُ سِرِّه والجمع: (عِيَبٌ)، و (عِياب)، و (عَيْبات). انظر: "اللسان": 5/ 3184 (عيب)، 2/ 1228 (خلص).
(¬1) في (أ)، (ب): (يستنبطون). ولا وجه لها. والمثبت من (ج)، ومصادر اللغة.
(¬2) منه: ساقطة من (ج).
(¬3) انظر: (بطن) في: "الصحاح" 2079 - 2080، و"مقاييس اللغة" 1/ 259.
(¬4) في (ب): من دونكم من دون المسلمين.
(¬5) انظر: "تفسير غريب القرآن"، لابن قتيبة 1/ 103، و"تفسير الطبري" 4/ 61، و"تفسير أبي السعود" 2/ 76، و"فتح القدير" 1/ 566.
(¬6) ما بين المعقوفين زيادة من (ج).
(¬7) ومن ذلك قوله -تعالى- عن بني إسرائيل: {فَأقتُلُوَا أَنفُسَكُم} [من سورة البقرة: 54]. لا يعني بها أن يقتل كل واحد منهم نفسه بيده، بل يعني ليقتل بعضكم بعضًا، أو ليقتل البريء منكم المجرم.
ومنها قوله: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ} [من سورة البقرة: 61]. والمعنِيِّين في الآية لم يقتلوا النبيين، وإنما الذي قتل النبيين آباؤهم، وإنما هم تولوا القتلة.
وانظر: الآية: 21 من سورة آل عمران، والآية: 61 من سورة النور. وانظر: "معاني القرآن"، للنحاس: 1/ 465، و"تفسير الفخر الرازي": 8/ 216.
(¬8) في (أ)، (ب): (لا يقال). وهو خطأ واضح. والمثبت من (ج).

الصفحة 532