كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)
وقوله تعالى: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}.
قال المفسرون (¬1): ودُّوا عَنَتَكم (¬2). والعَنَت (¬3): دخول المشقة على الإنسان، ووقوعه فيما لا يستطيع الخروج منه. يقال: (عَنِتَ الرجل): إذا صار إلى هذه الحالة. و (عَنِتَ) -أيضًا-: إذا أثم (¬4).
و (ما) (¬5) -ههنا- (ما) المصدر، كقوله: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} (¬6)؛ أي (¬7): عزيز عليه عنَتُكم (¬8)، وهو: لقاء الشِّدَّةِ والمَشَقَّةِ (¬9).
وقيل (¬10) في قوله: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}، أي: ما أعنتكم من مكروه،
¬__________
(¬1) منهم: ابن قتيبة في: "تفسير غريب القرآن": 109، والزجاج في: "معاني القرآن" 1/ 462، والطبري في: "تفسيره": 4/ 61.
(¬2) في (ج): (ودُّوا ما عنتم).
(¬3) في (ج): (فالعنت).
(¬4) انظر هذا المعنى في: كتاب "العين": 2/ 72، و"مجاز القرآن": 1/ 73،123، و"تفسير الطبري": 2/ 375، و"معاني القرآن"، للزجاج: 1/ 362، و"جمهرة اللغة": 1/ 403 (عنت)، و"الزاهر": 1/ 436، و"تهذيب اللغة": 3/ 2584، و"مقاييس اللغة" 2/ 150 (عنت).
(¬5) (ما): ساقطة من (ج).
(¬6) [سورة التوبة: 128]. {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
(¬7) (عزيز عليه ما عنتم أي): ساقط من (ج).
(¬8) انظر: "المغني" لابن هشام 399.
(¬9) قوله: (لقاء الشدة والمشقة): هو نص قول الأزهري في: "تهذيب اللغة" 3/ 2584 (عنت).
(¬10) القائل هو ابن قتيبة في: "تفسير غريب القرآن" 109.
الصفحة 538