كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

وضُرٍّ (¬1). وهو معنًى وليس بتفسير.
وقال السُّدِّي (¬2): ودُّوا ضلالكم عن دينكم؛ وذلك أن الحَيْرَة بالضلال مشقة.
ومضى الكلام في (العَنَتِ)، و (الإعْنَاتِ) عند قوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ} [البقرة: 220].
ولا محل لقوله: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}؛ لأنه استئنافٌ بالجملة. وقيل (¬3): إنَّه من صِفَةِ البِطَانَةِ، ولا يصح هذا؛ لأن البطانة قد وصفت بقوله: {لَا يألُونَكُم خَبَالًا}.
فلو رجع هذا إلى البطانة، لأدخل حرف العطف؛ لأنك لا تقول في الكلام: (لا تَتَّخذ صاحبًا يَشْتِمُكَ، أحبَّ مُفارقَتَكَ) (¬4).
وقوله تعالى: {قَد بَدَتِ اَلبغضَاَءُ مِن أَفوَاهِهِم} البَغْضاءُ: شِدَّةُ البُغْضِ (¬5) قال الفراءُ (¬6): البغضاء: مصدرٌ مؤنثٌ.
¬__________
(¬1) ونصه قول ابن قتيبة: (أي: ودُّوا عنتكم وهو ما نزل بكم من مكروه وضر). وبه قال مكي في: "تفسير المشكل" 51، وأبو الليث في: "بحر العلوم" 1/ 294.
(¬2) قوله، في: "تفسير الطبري" 4/ 62، و"تفسير ابن أبي حاتم" 2/ 743 و"النكت والعيون" 1/ 419.
(¬3) ممن قال ذلك: الأخفش في: "معاني القرآن"، له: 1/ 214، والطبري في: "تفسيره": 4/ 62.
(¬4) أورد قولَ الواحديِّ -هذا- ابنُ هشام في: "المغني": 504، وفيه: (يؤذيك) بدلًا من (يشتمك) وقد علق ابن هشام على قول الواحدي هذا بقوله: (الذي يظهر، أنَّ الصفةَ تتعدد بغير عاطف، وإن كانت جملة، كما في الخبر، نحو: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)} [الرحمن:1 - 4]).
(¬5) انظر: "القاموس المحيط" (637) (بغض).
(¬6) قوله، في: "معاني القرآن" له: 1/ 231، نقله عنه بالمعنى.

الصفحة 539