كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

قوله تعالى: {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} (¬1) أي: من العداوة والخيانة (¬2). وقيل (¬3): من الكفر بالله ومحمد - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله تعالى: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ} قال عَطَاء (¬4): يريد: ما أمرهم به مِن طاعته، وما نهاهم عنه من معصيته.
وقال السُّدِّي (¬5): قد بيَّنَّا آياتهم؛ لتعرفوهم بها.
وقوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُون} قيل (¬6): إن كنتم تعقلون موقعَ يقع (¬7) البيان، ومبلغَ عائدتِهِ عليكم (¬8).
وقيل (¬9): إن كنتم تعقلون الفَصْلَ بينَ ما يستحقه العدوُّ، والوَلِيُّ.

119 - قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ} الآية. مضى الكلام في (ها) مع (أنتم) عند قوله: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ} [آل عمران: 66].
قال الفراء (¬10): العرب إذا جاءت إلى اسمٍ مَكنيٍّ قد وُصِفَ بـ (هذا) و (هذان) و (هؤلاء)، فَرَّقوا بينَ (ها) وبين (ذا)، المَكنِيَّ بينهما، وذلك في
¬__________
(¬1) في (ج): (وما تخفي الصدور).
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 1/ 297، و"تفسير الثعلبي" 3/ 104ب.
(¬3) لم أهتد إلى القائل، ولا فرق بين القولين لأنهما متلازمان.
(¬4) لم أقف على مصدر قوله.
(¬5) لم أقف على مصدر قوله.
(¬6) قاله -بمعناه- الطبري في "تفسيره" 4/ 64.
(¬7) هكذا في: (أ)، (ب). وفي (ج): مهملة من النقط وأرى أن الأصوب أن تقرأ (نفع)؛ لأنها تتناسب مع عبارة الطّبَري التالية.
(¬8) ونص قول الطبري: (إن كنتم تعقلون عن الله مواعظه وأمره ونهيه، وتعرفون مواقع نفع ذلك منكم، ومبلغ عائدته عليكم).
(¬9) لم أهتد للقائل.
(¬10) في: "معاني القرآن"، له 1/ 231. نقله عنه بنصه.

الصفحة 544