كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

وقوله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا}. أي: على ما تسمعون منهم، وعلى أذاهم.
{وَتَتَّقُوا}. قال ابنُ عباس (¬1): وتخافوا ربَّكم، في سِرِّكم وعلانِيَتِكم. وقال غيره (¬2): وتتقوا مقاربتهم في دينهم، والمحبة لهم.
{لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} يقال: (ضارَهْ، يَضِيرُهُ، ضَيْرًا)، و (يَضُورُهْ ضَوْرا): إذا ضرَّهُ (¬3).
وقرئ: {لَا يَضُرُّكُمْ} مُشَدَّدا (¬4) من: الضَّرِّ (¬5). وأصله: (يَضْرُرْكُمْ) -جَزْمًا-، وأُدغِمَت (¬6) الرَّاءُ في الرَّاءِ، ونقلت ضَمَّةُ الرَّاء الأولى إلى
¬__________
(¬1) لم أقف على مصدر قوله. والذي في: "زاد المسير" 1/ 448 من قول ابن عباس: (الشرك).
(¬2) لم أهتد لقائل هذا القول. وقد يفهم ذلك من عبارة الطبري في "تفسيره" 4/ 68، حيث قال: (وإن تصبروا -أيها المؤمنون- على طاعة الله، واتباع أمره فيما أمركم به، واجتناب ما نهاكم عنه: من اتخاذ بطانة لأنفسكم من هؤلاء اليهود -الذين وصف الله صفتهم- من دون المؤمنين وغير ذلك من سائر ما نهاكم ..).
(¬3) انظر: "الزاهر" 2/ 174، و"تهذيب اللغة" 3/ 2078 (ضور)، و"اللسان" 5/ 2619 (ضور)، 5/ 2623 (ضير).
(¬4) هي قراءة عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي -بضم الصاد، وتشديد الراء المرفوعة-. انظر: "السبعة" 215، و"الحجة" للفارسي 3/ 74.
(¬5) انظر: "الحجة"، لابن خالويه 113. وورد في: "اللسان": (الضَّرُّ، والضَّرُّ): ضد النفع. و (الضَّرُّ): المصدر، و (الضُّرُّ): الاسم. وقيل: إذا جمعت بين الضَّرِّ والنفع: فتحتَ الضاد، وإذا أفردت الضُّرَّ: ضممت الضاد: إذا لم تجعله مصدرًا.
وقال: (وضَرَّه يضُرُّه ضَرًّا)، و (ضَرَّ به وأضَرَّ به)، و (ضارَّه مُضَارَّة، وضِرَارًا) والاسم: (الضَّرر). "اللسان" 5/ 2573 (ضرر)، وانظر: "تفسير الطبري" 4/ 68.
(¬6) في (ج): (فأدغمت).

الصفحة 555