كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

بمعنى (ليس) والتقدير: (فليس يَضُرُّكُمْ كيدُهم شيئا).
وأنشد (¬1) على هذا بيتًا (¬2).
قال النحويون: وهذا غلطٌ، مَن حَذَفَ الفاءَ، إنما (¬3) يجوز لِضرُورة الشعر (¬4)، والقرآن لا يُحْتَمل (¬5) على ضرورة الشعر (¬6)، سِيَّما إذا كان لرفع
¬__________
(¬1) من قوله: (وأنشد ..) إلى (من حذف الفاء): مطموس في (أ). وساقط من (ب). والمثبت من (ج).
(¬2) البيت هو:
فإن كان لا يُرضيكَ حتى تَرُدُّني ... إلى قَطَريِّ لا إخالُكَ راضيا.
وقائله، هو: سوَّار بن المُضَرِّب السعدي التميمي.
وقد ورد البيت في: "النوادر" لأبي زيد 54، و"الكامل" للمبرد 2/ 102، و"الطبري" 4/ 68، و"القراءات" للأزهري 1/ 124، و"الخصائص" 2/ 433، و"المحتسب" 2/ 192، و"أمالي ابن الشجري" 1/ 185، و"شرح المفصل" 1/ 80، و"المقاصد النحوية" 2/ 451، و"منهج السالك" 2/ 45، و"التصريح" 1/ 272.
والشاعر يخاطب الحجاجَ لمَّا أراد بعثَه وقومَه بني تميم لقتال الخوارج وزعيمِهم قَطَرِي بن الفجاءة. ويعبر الشاعر عن رفضه لهذا الأمر.
والشاهد في البيت قوله: (لا إخالُك)، أي: فلست إخالُك) -برفعها-.
(¬3) في (ب): وإنما. والمثبت من (ج). وهو الصواب.
(¬4) انظر: "كتاب سيبويه" 3/ 64 - 65، و"المقتضب" 2/ 71، و"المغني" لابن هشام: 80، 133، 218، 311، 832. وذكر ابن هشام أن المبرّدَ منع حذف الفاء حتى في الشعر. انظر: "المغني" 219. إلا أن الظاهر من كلام المبرّد في كتابه "المقتضب": 2/ 72 خلاف ما ذكره ابن هشام. وانظر تعليق محقق "المقتضب" في هامش 2/ 72 - 73.
وأجاز الأخفشُ حذفَ الفاء في جواب الشرط في القرآن. انظر: "معاني القرآن" له 1/ 158 عند تفسيره لآية (180) من سورة البقرة {إِن تَرَكَ خَيرًا الوَصِيَّةُ}. ورُدّ بأن {الوَصِيَّةُ} نائب فاعل لـ {كُتِبَ}، وجواب الشرط محذوف، وهو (فَلْيُوصِ). انظر: "المغني" 133، 219.
(¬5) في (ج): (لا يحمل).
(¬6) في (ب): (الشاعر).

الصفحة 559