كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

بخمسة آلافٍ من ملائكته (¬1) على ما [وَعَدَهم] (¬2). قال الحسن (¬3): فهؤلاء الخمسة آلاف رِدْءٌ (¬4) للمؤمنين إلى يوم القيامة.
وقال ابن عباس (¬5)، ومجاهد (¬6): لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدر، وفيما سوى ذلك، يشهدون القتال ولا يُقاتِلُون.

126 - قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى} الكناية (¬7) تعود على المَصْدَرِ؛ كأنه قال: وما جعل الله المَدَدَ والإمْدادَ إلّا بُشْرى. فَدَلَّ {يُمْدِدْكُمْ} على الإمداد، فَكَنَى عنه (¬8)، كما قال: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} [الأنعام: 121]؛ معناه (¬9): وإن أكلَهُ لَفِسْقٌ. فَدَلَّ {تَأْكُلُوا} على الأكل، فكنى عنه، والعرب تقول: (مَنْ صَدَقَ؛ كان خيرًا له، ومَن كَذَبَ؛ كان شرًا له). فدل الفعلان على المَصْدَرَيْنِ (¬10). هذا كلام
¬__________
(¬1) في (ج): الملائكة.
(¬2) ما بين المعقوفين في (أ)، (ب): (وهم). والمثبت من (ج). وممن قال بهذا: ابن عباس، وقتادة، والربيع. انظر: "تفسير الطبري" 4/ 77.
(¬3) لم أقف على مصدر قوله.
(¬4) الرِّدْءُ -هنا-: العَوْنُ. انظر: "القاموس المحيط" 41 (ردأ).
(¬5) قوله في "المغازي" 1/ 79، و"سيرة ابن هشام" 2/ 274، "تفسير الطبري" 4/ 77، "النكت والعيون" 1/ 422، و"ابن كثير" 1/ 432، ونسب إخراجه إلى ابن مردويه.
(¬6) قوله في "تفسيره" 135، و"تفسير الطبري" 4/ 78.
(¬7) سبق بيان أن الكناية يُراد بها: الضمير.
(¬8) وقيل: الضمير يعود على النصر، وقيل: يعود على التسويم، وقيل: على التنزيل، وقيل: على العدد، وقيل: على الوعد.
انظر: "غرائب التفسير" للكرماني 1/ 268، و"الدر المصون" 3/ 389 - 390.
(¬9) (معناه وان أكله لفسق): ساقط من (ج).
(¬10) وهما الصدق والكذب.

الصفحة 578