كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 39] (¬1).
ورُوِي عن الكِسائي الإمالة في (¬2) {وَسَارِعُواْ} و {أُولَئِكَ يسُارِعُونَ} [المؤمنون: 61] و {نُسَارِعُ} (¬3) [المؤمنون: 56]. وذلك مُستَحسَنٌ لِمَكان الرَّاءِ المكسورة؛ فكما تمنع المفتوحةُ الإمالةَ، فكذلك المكسورةُ تَجلِبُها (¬4).
وفي الكلام محذوف، والمعنى على: وسارعوا إلى مُوجِبِ (¬5) مغفرة مِن رَبِّكم.
واختلفوا في ذلك الذي إذا سارع إليه، فقد سارع إلى مغفرة: فقال عطاء عن ابن عباس (¬6): يريد: لا تُصِرُّوا على الذنب. إذا أذنب أحدٌ فلْيُسْرع الرجوع، يغفر الله له.
وقال ابن عباس -أيضًا- (¬7): سارعوا إلى الإسلام. وروي عن
¬__________
= كما يجوز حذفها من {وَثَامُنهُم}؛ لأن الضمير العائد يكفي عن الواو.
انظر: "إعراب مشكل القرآن" 1/ 439، و"التبيان" ص 535.
(¬1) قال أبو علي في "الحجة" 3/ 78 بعد أن أورد هذه الآية: (فهذا على قياس قراءة نافع وابن عامر). فقوله تعالى: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} لم تحتج لعطف بالواو؛ لأنها حال من {أَصْحَابُ}، فالجملة ملتبسة بما قبلها متحدة معها، فاستغنت عن العطف بالواو.
(¬2) (في): ساقطة من (ج).
(¬3) والإمالة -هنا- هي رواية أبي عمرو الدوري عن الكسائي. ورواية غيره عن الكسائي ترك الإمالة. انظر: "السبعة" (216)، و"إتحاف فضلاء البشر": ص 319.
(¬4) انظر: "الإقناع" لابن الباذش 1/ 271 - 277، و"النشر" 2/ 54.
(¬5) في (ج): (لما موجب).
(¬6) لم أقف على مصدر قوله. وقال البغوي: (وروي عنه: إلى التوبة، وبه قال عكرمة). "تفسيره" 2/ 104.
(¬7) قوله في: "تفسير الثعلبي" 3/ 116أ، و"البغوي" 2/ 104، و"زاد المسير" 1/ 460.

الصفحة 590