وقال ابنُ مسعود (¬1): قال المؤمنون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: كانت بنو إسرائيلَ أكرَمَ على اللهِ مِنَّا؛ كان أحدُهم إذا أذنب ذَنْبًا، أصبحت كفَّارةُ ذَنْبِهِ مكتوبةً (¬2) في عَتَبَةِ بابِهِ (¬3): (اجْدَعْ أنفَكَ)، (افعل كذا)! فأنزل اللهُ هذه الآيةَ، وبَيَّنَ أنَّهم أكرم على اللهِ منهم؛ حيث جعل كفّارةَ ذنوبهم الاستغفار.
وقوله تعالى: {فَعَلُواْ فَاحِشَةً} يعني: الزِّنَا -ههنا- (¬4). وهي-في اللغة-: كلُّ قَبِيحةٍ خارِجَةٍ عَمَّا أذِنَ اللهُ فيه (¬5). وذكرنا معنى (الفُحْش) و (الفحشاء) فيما تقدم.
والفاحشة -ههنا- نعتُ محذوفٍ؛ التقدير: فعلوا فِعْلَةً فاحشةً (¬6).
وقوله تعالى: {أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} قال ابنُ عباس (¬7)، ومقاتل (¬8)،
¬__________
(¬1) قوله في "تفسير الطبري" 4/ 96، و"تفسير الثعلبي" 3/ 119 أ، و"النكت والعيون" 1/ 424. وسياق المؤلف للخبر قريب جداً من سياق الثعلبي له.
إلا أن لفظ الأثر هنا أقرب إلى لفظ الأثر الوارد عن عطاء بن أبي رباح، الذي أخرجه الطبري في: "تفسيره" 4/ 96، والمؤلِّف في: "أسباب النزول" ص 128، وابن الجوزي في "الزاد" 1/ 462.
(¬2) (مكتوبة): ساقطة من (ج).
(¬3) في (أ)، (ب): (بأنَّه). وهي تصحيف. والمثبت من: (ج)، ومصادر الخبر.
(¬4) وممن قال ذلك: جابر بن زيد، والسدي، ومقاتل بن حيان. انظر: "تفسير الطبري" 4/ 95 - 96، و"ابن أبي حاتم" (764)، و"زاد المسير" 1/ 462.
(¬5) انظر: "تفسير الطبري" 4/ 95، و"المقاييس" 4/ 478 (فحش).
(¬6) انظر: "تفسير الطبري" 4/ 95، و"تفسير الثعلبي" 3/ 120 أ.
(¬7) لم أقف على مصدر قوله. وقد ورد في "تنوير المقباس" 56.
(¬8) قول مقاتل بن سليمان في: "تفسيره" 302، و"تفسير الثعلبي" 3/ 120 أ، وورد عن مقاتل بن حيان: (أصابوا ذنوبًا). "تفسير ابن أبي حاتم" 3/ 764.