كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)

الماضية المكذِّبَةِ الكافرة-، سُنَنٌ؛ بإمهالي واستدراجي إيَّاهم، حَتَّى يبلغَ الكتابُ فيهم أجَلِي الذي أجلته، في إهلاكهم واستئصالهم، وبَقِيَت لهم آثارٌ في الدنيا، فيها (¬1) أعظمُ الاتِّعاظِ والاعتبار، فَسِيرُوا في الأرض فانظروا كيف كان [آخِرُ أمْرِ] (¬2) المكذِّبِين منهم.
والمعنى: أنكم إذا سِرْتُم في أسفاركم، عرفتم أخبارَ قومٍ أُهْلِكُوا؛ بتكذيبهم، ورأيتم مصارِعَهم، وما بقي بعدَهم مِن آثارِ مساكنهم، التي [خربت] (¬3)، فاعتبرتم، وكنتم على حَذَرٍ بما تَرَون (¬4) في غيرِكم مِن المَثُلاتِ (¬5) التي نزلت بهم على قبيحِ فِعْلِهم. وهذا في يوم أُحُد، يقول الله: فأنا أمهلهم (¬6) [حتى يبلغ أجلي الذي] (¬7) أجَّلْتُ في نُصْرَةِ النبي وأوليائِه، وهلاكِ أعدائِهِ.
فـ (السُّنَنُ) -على هذا- جمع: (سُنَّة)، وهي سُنَّة الله عز وجل في [إهلاكِ الأُمَمِ الضالَّةِ] (¬8). وهذا تفسير الآية من غير إضمار.
¬__________
(¬1) في (ج): فهم.
(¬2) ما بين المعقوفين في (أ)، (ب): (احزا من). والمثبت من (ج).
(¬3) ما بين المعقوفين غير مقروء في (أ). والمثبت من (ب)، (ج).
(¬4) في (أ): (يرون)، والمثبت من (ب)، (ج).
(¬5) المَثُلات، والمُثُلات: جمع: مَثُلَة؛ وهي: النقمة والعقوبة التي تنزل بالإنسان، فيجعل مثالًا يرتدع به غيره.
انظر: "مفردات ألفاظ القرآن" 760 (مثل)، و"تذكرة الأريب" لابن الجوزي 1/ 271، و"تحفة الأريب" لأبي حيان 284.
(¬6) في (ج): (مهلكهم).
(¬7) ما بين المعقوفين غير مقروء في (أ). والمثبت من (ب)، (ج).
(¬8) ما بين المعقوفين غير مقروء في (أ). والمثبت من (ب)، (ج).

الصفحة 612