كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 5)
وقال ابن (¬1) إسحاق (¬2): {هَذَا}؛ أي: ما ذَكَرْت؛ يعني قولَه: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} [آل عمران: 137]، أي: هذا (¬3) الذي (¬4) عَرَّفْتُكم، بيانٌ للناس. قال ابن عباس (¬5): يريد: لجميع الخَلْقِ.
{وَهُدًى}. ذَكَرَهُ بعد ذِكْرِ البَيَان؛ لأن البَيَان: ظُهور المعنى للنَفْسِ (¬6)، كائنًا ما كان (¬7). والهُدَى: بَيَانٌ لِطَريق الرُّشْد؛ لِيُسْلَكَ دُونَ (¬8) طَرِيق الغَيِّ (¬9).
وقوله تعالى: {وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} عَمَّ في أَوَّلِ (¬10) الآية، عند ذِكْرِ البَيَان؛ لِيَدُلَّ [على] (¬11) أنَّ الخِطَابَ في التكليف، شَامِلٌ لِلمُشْرِكِ والمُسْلِم. وخَصَّ بـ (الهدى)؛ لأنه يهدي بالقرآن مَن يشاء مِن عِبَادِهِ بفضله.
¬__________
(¬1) في (أ): (أبي)، وفي (ب)، (ج): (أبو). والصواب ما أثبته.
(¬2) قوله، في: "تفسير الطبري" 4/ 101، و"تفسير الثعلبي" 3/ 121ب, و"زاد المسير" 1/ 465.
(¬3) في (ج): (هذا القرآن). ولفظة (القرآن) -هنا- مقحمة.
(¬4) (الذي): ساقطة من (ج).
(¬5) لم أقف على مصدر قوله.
(¬6) في (ب): (لليقين).
(¬7) انظر: "التوقيف على مهمات التعاريف": 149.
(¬8) في (ب): (بعد).
(¬9) انظر: "تفسير الفخر الرازي" 2/ 22، 9/ 13، و"تفسير الخازن" 1/ 355، و"غرائب القرآن" للنيسابوري 4/ 72.
(¬10) في (أ)، (ب): (تأويل). والمثبت من (ج).
(¬11) ما بين المعقوفين زيادة من (ج).
الصفحة 615