كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

وقوله تعالى: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} بالياء والتاء (¬1). فمن قرأ بالتاء؛ فلأن الآية خطاب، وهو قوله: {وَلَا تَكُونُوا}. ومن قرأ [الياء] (¬2)، فلِلْغَيْبَةِ التي قبلها؛ وهو قوله: {وَقَالُوا لِإخوَانِهِم}، فحمل الكلام على الغَيْبَةِ.

157 - قوله تعالى: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.
اللام في {لَئِنْ} لام القَسَم؛ بتقدير: والله لَئِنْ قُتِلتُمْ في سبيل الله -أيها المؤمنونَ- {أَوْ مُتُّمْ}؛ يريد: في سبيل الله؛ كقوله: {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} [الأحزاب: 35]؛ يعني: فُرُوجَهم. وقال الكَلْبِيُّ (¬3): أوْ مُتُّمْ في إقامتكم، وأنتم مؤمنون.
وقرأ بعضهم: {مِتُّمْ} بكسر الميم (¬4).
¬__________
= يشبه الأسدَ). "مغني اللبيب" 283.
وانظر: كتاب "معاني الحروف" للرماني 56، و"الدر المصون" 3/ 454 - 456، و"همع الهوامع" 4/ 200.
(¬1) قرأ {يَعْمَلُونَ} بالياء: ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وخلف. وقرأ الباقون: نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: {تَعْمَلُونَ} بالتاء.
انظر: "السبعة" 217، و"الحجة" للفارسي 3/ 91، و"المبسوط" لابن مهران 148، و"إتحاف فضلاء البشر" ص 181.
(¬2) ما بين المعقوفين ساقط من: (أ). والمثبت من (ب)، (ج).
(¬3) لم أقف على مصدر قوله. وانظر: "بحر العلوم" 1/ 310، و"زاد المسير" 1/ 485.
(¬4) هي قراءة: نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف. وقد كسروا الميم في: {مِتَّ}، و {مِتْنَا}، و {مِتُّمْ} في كل القرآن. وقد كسر عاصم -في رواية حفص- هذه الكلمات في كل القرآن، ما عدا ما ورد في سورة آل عمران {مُتُّمْ}: الآية 157، 158 فقد رفعهما.
ورفع الميم فيها في كل القرآن: ابن كثير، وعاصم -في رواية أبي بكر-، وأبو =

الصفحة 111