كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

استدعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، [وطلبوا] (¬1) تخصيصهم (¬2) بشيءٍ مِنَ المغانم؛ فنزلت هذه الآيةُ (¬3)
وقال الكلبي (¬4)، ومقاتل (¬5): نزلت حين ترك الرُّمَاةُ المَرْكَزَ يومَ أحُد؛ طلبا للغنيمة، وقالوا: نخشى أنْ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: مَن (¬6) أخَذَ شيئًا فهو له، وأنْ لا يقسِم الغنائمَ، كما لم يَقْسِمْ (¬7) يومَ بَدْر. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ظننتم أنَّا نَغُلُّ، ولا نَقْسِم لكم. فأنزل الله هذه الآية.
وفي قوله {يَغُلَّ} قراءتان: أحدهما: فتح الياء، وضم الغَيْن (¬8)؛ ومعناه: ما كان لِنَبِيٍّ أن يَخُونَ. مِنَ (الغُلُول)، وهو: الخِيَانَةِ. يُقال: (غَلَّ، يَغُلُّ، غُلُولًا): إذا خَانَ، وأصلُهُ: أخْذُ الشيء في خُفْيَةٍ (¬9).
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق.
(¬2) ويجوز أن تكون: لتخصيصهم. بدلًا من الكلمة التي أضفتها قبلها.
(¬3) لم أقف على مصدر هذه الرواية، وقد ذكرها ابن الجوزي في "زاد المسير" 1/ 490.
(¬4) قوله في "تفسير الثعلبي" 3/ 140 ب.
(¬5) قوله في "تفسيره" 1/ 310، والمصدر السابق. وبه قال الفراء في "معاني القرآن" 1/ 246.
(¬6) من قوله: (من ..) إلى (فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -): ساقط من (ج).
(¬7) في (أ): (يُقْسَم). وفي: (ب)، (ج): مهملة من الشكل. وأثبَتُّ ضبطَها من "تفسير الثعلبي" 3/ 140 ب؛ نظرًا لتقارب سياق المؤلف لهذا القول، مع سياق الثعلبي، وهي الأليق بسياق الكلام.
(¬8) القراءة بفتح الياء، وضم الغَين: {يَغُلَّ}، قرأ بها: ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم. وقرأ الباقون: {يَغُلَّ} -بضم الياء، وفتح الغين-. انظر: "الحجة" للفارسي 3/ 94، و"النشر" 2/ 243، و"إتحاف فضلاء البشر" 181.
(¬9) انظر: "تهذيب اللغة" 3/ 2689.

الصفحة 129