كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

والمفعول الثاني -ههنا- محذوف. والتقدير: وَلِيَعلمَ اللهُ الذين آمنوا [مُمَيَّزينَ] (¬1) بالإيمان مِنْ غيرهم؛ أي: إنما يجعل الدَّولةَ للكفارِ على المسلمين، لِيُميِّزَ (¬2) [المؤمن] (¬3) المخلص (¬4)، مِمَّن يرتد عن الدين إذا أصابته نكبةٌ.
ويحتمل أن يكون (العِلْمُ) -ههنا- بمعنى: معرفة الذات؛ والتأويل: وَلِيَعلمَ اللهُ الذين آمنوا بما يظهر من صبرهم على جهاد عدوِّهم؛ أي: لِيَعرِفَهم بأعيانهم. إلَّا أنَّ سَبَبَ العِلْم، -وهو: ظهور الصبر -حذف ههنا-.
وقال الفراء (¬5): هذا في مذهب [(أيّ)] (¬6) و (مَنْ)؛ التأويل: ليعلم الله مَن المؤمن، وأيّهُم المؤمن؛ كما قال: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى}. وجاز ذلك؛ لأنَّ في (الذي)، وفي الأَلِفِ واللَّامِ تأويل (مَن) و (أيّ)؛ كما قال: {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 3].
¬__________
= أما العِلْم، فهو: الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع، إذ هو صفة توجب تمييزًا لا يحتمل النقيض. انظر: كتاب "التعريفات" للجرجاني 155، 221، و"التوقيف على مهمات التعاريف" 523، 666، و"الدر المصون" 3/ 406، و"الكليّات"، لأبي البقاء: 868.
(¬1) ما بين المعقوفين غير مقروء في (أ)، وساقط من (ب). والمثبت من (ج).
(¬2) في (ب): (ليتميز).
(¬3) ما بين المعقوفين غير مقروء في (أ)، وساقط من (ب). والمثبت من (ج).
(¬4) في (ب): (الملخص).
(¬5) في "معاني القرآن" له 1/ 234. نقله عنه باختصار، وتصرف يسير. وانظر: "تفسير الطبري" 4/ 106.
(¬6) ما بين المعقوفين في (أ) غير مقروء. وفي (ب): (أين). والمثبت من (ج).

الصفحة 13