كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

درجةٍ (¬1) خَسِيسَةٍ.
وهذا الوجه مروي عن ابن عباسٍ، قال (¬2): يعني أنَّ مَن اتَّبَعَ رِضْوانَ الله، ومَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ الله، مختلِفُو (¬3) المَنَازِلِ عند الله فَلِمَن اتبع رِضْوانه الكرامةُ والثواب، ولِمَن باء بسخطٍ منه المَهَانةُ والعذاب.
وهذا قول الكلبي -أيضًا-، فإنه قال (¬4): هم درجاتُ، بعضهم أشدُّ عذابًا مِنْ بعضٍ، وكلٌّ في عذابٍ وهَوَانٍ، وأهل الجَنَّةِ بعضهم أفضلَ من بعض، وكلٌّ (¬5) في فَضْلٍ وكَرَامَةٍ (¬6).
الوجه الثاني: أن تكون الآيةُ خاصَّةً في المؤمنين؛ يريد: أنَّ بعضهم أرفع درجة عند الله مِنْ بعض.
وهذا قول ابن عباس -في رواية عطاء-، قال (¬7): يريد: أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، بعضهم أفضل من بعض، وهذا أيضًا اختيارُ الفرّاء، قال (¬8): يقول: هم في الفضل مختلفون، بعضهم أرفع من بعض.
الوجه الثالث: أن تكون الآية خاصة في الكافرين (¬9). وهذا قول
¬__________
(¬1) (ذوو درجة): بياض في (ج).
(¬2) قوله في: "تفسير الثعلبي" 3/ 143 ب، و"تفسير البغوي" 2/ 129، و"زاد المسير" 1/ 493.
(¬3) في (ب): (يختلفوا).
(¬4) لم أقف على مصدر قوله.
(¬5) من قوله: (وكل ..) إلى (.. بعضهم أفضل من بعض): ساقط من (ج).
(¬6) وهو قول ابن إسحاق، واختيار الطبري. انظر: "تفسيره" 4/ 162.
(¬7) لم أقف على مصدر هذه الرواية عنه.
(¬8) في "معاني القرآن" له 1/ 246. نقله عنه بتصرف.
(¬9) في (ج): (المنافقين).

الصفحة 144