كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

الحال لِمَا قبله. وهذه الواو، يُسَمُّون (¬1) النحويون: (واو الصرف)، والذي بعدها يُنْصَبُ (¬2) على خلافِ ما قبلها. كما تقول العربُ: (لا تأكل السَّمَكَ، وتَشْرَبَ اللَّبَنَ (¬3))؛ أي: لا تجمع بينهما، ولا تأكلِ السَّمَكَ، في حال شُرْبِكَ اللَّبَنَ.
قال: وقَرَأ الحَسَنُ: {وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} -بالكسر- (¬4)، وهو جزمٌ بالعطف على الأول، وليس بحالٍ لما قبله.
وهذه الآية خطابٌ للذين انهزموا يوم أحد، فقيل لهم: أَحَسِبتم أنْ تدخلوا الجَنَّةَ، كما دَخَلَ الذين قُتِلوا، وبَذَلُوا مُهَجَهُم (¬5) لِرَبِّهم، وثَبَتُوا على أَلَمِ الجِرَاح والضَّرْبِ، مِن غير أنْ تَسْلُكُوا (¬6) طَرِيقهم، وتصبروا صَبْرَهُمْ.

143 - قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ} الآية.
قال الحسن (¬7)، ومجاهد (¬8)، ..................
¬__________
(¬1) هكذا جاءت في: (أ)، (ب). وفي (ج): (تسميها).
(¬2) في (ب): (نصب).
(¬3) في (ب): (الماين).
(¬4) انظر قراءة الحسن في: "معاني القرآن"، للفراء 1/ 235، "تفسير الطبري" 4/ 108، وهي -كذلك- قراءة: يحيى بن يعمر، وابن حيوة، وعمرو بن عبيد، انظر: "المحرر الوجيز" 3/ 41.
وقرأها عبدُ الوارث عن أبي عمرو بن العلاء بالرفع: (ويعلمُ)، وهي إما على الاستئناف، وهو الأظهر، أو على أن الواو للحال.
انظر: "الكشاف" 1/ 467، و"المحرر الوجيز" 3/ 344، و"الدر المصون" 3/ 411.
(¬5) في (ب): (جهدهم).
(¬6) في (ج): (يسلكوا).
(¬7) قوله، في: "تفسير الطبري" 4/ 109، و"تفسير ابن أبي حاتم" 3/ 776.
(¬8) قوله، في: "تفسيره" 137، و"تفسير الطبري" 4/ 109، و"تفسير ابن أبي حاتم" =

الصفحة 34