تقول: (رأيت كذا وكذا)، وليس في عينيك (¬1) عِلَّة (¬2)؛ أي: قد رأيته رؤيةً حقيقية، وهو راجع إلى معنى التوكيد.
وقال غيره (¬3): لِئَلَّا يُتَوَهَّم رؤية القَلْبِ؛ كما يقال: (رأيته عِيَانًا)، و (سمعته بأذني)؛ لئلا يتوهم سَمْع العِلْمِ.
وقيل (¬4): {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}؛ أي: تَتَأَمَّلُون الحالَ في ذلك، كيف هي؟ (¬5)
¬__________
(¬1) في (ج): (عينك).
(¬2) ورد في مخطوطات "معاني القرآن" -كما ذكر محققه-: (علمه)، ورأى المحقق أنها لا تناسب ما بعدها؛ ولذا أثبَتَها (عَمَه)، وفسرها في الحاشية بـ (العَمَى). وليس كما قال؛ لأن (العَمَه) هو: التَّحَيُّرُ في منازعة أو طريق، والتردد في الضلال. انظر: (عمه) في: "اللسان" 5/ 3114، و"القاموس" 1250.
وأرى أن صوابها كما أثْبَتَ المؤلف هنا، وإنما صُحِّفت في أصول مخطوطات "معاني القرآن". وقد وردت (عِلَّة) في "بحر العلوم" 1/ 305 حيث نقل قول الزجاج.
(¬3) لم أهتد إلى القائل.
(¬4) لم أهتد إلى القائل.
(¬5) قال الطبري: {فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ} يعني: فقد رأيتموه بمرأى منكم ومنظر؛ أي: بقرب منكم). "تفسيره" 4/ 109. وحكى الزجاجُ قولًا، ولم يعزه لقائل، فقال: (وقال بعضهم: وأنتم تنظرون إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -). "معاني القرآن" 1/ 473، وانظر: "غرائب التفسير" للكرماني 1/ 271. وقد أورده ابنُ عطيَّة، وضَعَّفَه. انظر: "المحرر" 3/ 346.
وقال أبو الليث: (وأنتم تنظرون إلى السيوف التي فيها الموت). "بحر العلوم" 1/ 305 وأورد هذا القولَ ابنُ الجوزي في "زاد المسير" 1/ 468، وعزاه إلى أبن عباس. وعن ابن إسحاق: (تنظرون إليهم). "سيرة أبن هشام" 3/ 64، و"تفسير الطبري" 4/ 110، و"تفسير ابن أبي حاتم" 3/ 777.