كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

وقال أبو علي (¬1): (الرسول)، جاء على ضربين: أحدهما: يراد به المُرْسَلُ، والآخر: الرِّسَالة.
وقوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ}، يريد: المُرْسَل. يُقَوِّي ذلك قوله: {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [يس: 3]. ومثل (¬2) هذا في (فعُول)، يراد به (المفعول): (الرَّكُوب)، و (الحَلُوُب): لِمَا يُحْلَبُ، ويُرْكَبُ (¬3).
والرسول بمعنى الرسالة كقوله:
لَقَدَ كَذَبَ الواشُوُنَ مَا (¬4) بُحْتُ عِنْدَهُمْ ... بِسِرٍّ وَلاَ أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ (¬5)
أي: برسالة. ومِنْ هذا قولُهُ تعالى: {أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ} [مريم: 19] (¬6).
¬__________
= قال: إنا رِسَالة رَبِّ العالمين.
انظر: "مجاز القرآن" 2/ 84، و"معاني القرآن" للزجاج 4/ 85، و"الزاهر" 1/ 128.
(¬1) لم أقف على مصدر قوله.
(¬2) في (ج): (وقيل).
(¬3) في (ج): (لما يركب ويحلب).
(¬4) في (ب): (بما).
(¬5) البيت لكثير عَزَّة. وهو في "ديوانه" 110. وورد منسوبًا له في "مجاز القرآن" 2/ 84، و"الصحاح" 1709 (رسل)، و"اللسان" 3/ 1645 (رسل).
وورد غير منسوب في: "معاني القرآن"، للزجاج 2/ 85، و"الزاهر" 1/ 125، و"تهذيب اللغة" 2/ 1407، و"المسائل العضديات" 36، و"البيان" للأنباري 2/ 206، 212، و"اللسان" 3/ 1644، و"تخليص الشواهد" لابن هشام 176، و"المقاصد النحوية" 1/ 506، و"خزانة الأدب" 10/ 278.
وقد وردت روايته في بعض المصادر: (ما فُهْتُ) بدلًا من: (ما بُحت)، وفي بعضها: (بسوء)، وفي أخرىَ: (بِلَيْلَى)، بدلًا من: (بِسِرٍّ).
(¬6) في (ج): {إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ} [طه: 47]. وكذا وردت في تفسير الفخر الرازي 9/ 22، حيث نقل هذا النص.

الصفحة 39