كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

ويقال لكلِّ مَن عادَ إلى ما كان عليه، ورَجَعَ ورَاءَهُ (¬1): انقَلَبَ على عَقِبِهِ (¬2).
وقوله تعالى: {وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا} فيه معنى الوعيد؛ أي: فإنما يَضُرُّ نَفْسَهُ؛ باستحقاق العِقَاب.
{وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} بِمَا يستحقونه مِنَ الثَّوَاب. قال ابن عباس (¬3): يريد: الطائعين لله من المهاجرين والأنصار.

145 - وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} الآية.
قال الأخفش (¬4)، والزجَاجُ (¬5): اللَّام في (لِنَفْسٍ) (¬6)؛ معناها: النقل؛ بتقدير: وما كانت نفسٌ لِتَموتَ إلّا بِإذْنِ اللهِ (¬7).
قال ابن عباس (¬8): يريد: بقضائه وَقَدَرِهِ. وفي هذا رَدٌّ على القَدَريَّةِ؛ حيث قالوا: إنَّ المقتول لا يكون مَيتًا بِأَجَلِهِ (¬9).
¬__________
(¬1) في (ج): (وراه).
(¬2) انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة 113. ومن قوله: (على عقبه ..) إلى (.. فلن يضر الله): ساقط من (ج).
(¬3) لم أقف على مصدر قوله.
(¬4) لم أهتد إلى قوله في كتاب "المعاني" له، وقد ذكره الثعلبي في "تفسيره" 3/ 128أ.
(¬5) في "معاني القرآن" له 1/ 474. وهو قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" 1/ 104.
(¬6) في (ج): النفس.
(¬7) أي: أنَّ قوله: {أَنْ تَمُوتَ} جُعِل خبَرًا لـ {كَانَ}، بعد أن كان اسمًا لها. وجُعِلَ {لِنَفْسٍ} اسمًا لـ {كَانَ} بعد أن كان خبرًا لها. انظر: "الدر المصون" 3/ 408.
(¬8) لم أقف على مصدر قوله.
(¬9) انظر رأيهم حول هذه المسألة في "كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية" ليحيى بن الحسين 153 وما بعدها، و"شرح جوهرة التوحيد" 160 - 162، =

الصفحة 41