كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

واختلفوا في المراد بهذا: فقال بعض (¬1) أهل المعاني (¬2): المراد به التَّسْلِيَةُ عَمَّا يلحق النفسَ بموت النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا (¬3) وَقعَ. من جهة أنه إذا وَقَعَ كان بإذن الله.
وقال بعضهم (¬4): المراد به: الحَضُّ على الجهاد، من حيث لا يموت أحدٌ فيه إلّا بإذن الله. وقال ابن الأنباري (¬5): عاتب اللهُ تعالى (¬6) بهذا المُنْهَزِمينَ يوم أُحُد؛ رَغْبَةً في الدنيا، وَضَنًّا بالحياة، وأخبرهم أن الحياة [لا تزيد] (¬7) ولا تنقص، وأنَّ الموتَ بِأَجَلٍ عنده، لا يتقدم ولا يتأخر.
وقوله تعالى: {كتَابًا مُؤَجَّلًا} إنتصب {كِتَابًا} بالفعل الذي دلّ عليه ما قبله، وذلك أن قوله: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}، يدل على: (كَتَبَ). وكذلك قوله: {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [النساء: 24]، لأن في قوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} [النساء: 23]، دِلاَلَةً على: (كَتَبَ هذا التحريمَ
¬__________
= فقد ذكر آراء المعتزلة المختلفة في هذا الأمر، وذكر رأي أهل السنة، وانظر: "بحر العلوم" 1/ 305، و"المحرر الوجيز" 3/ 351، و"تفسير القرطبي" 7/ 202، و"روح المعاني" 4/ 76.
(¬1) (بعض): ساقطة من (ج).
(¬2) ممن قال بذلك: ابن فورك. انظر: "المحرر الوجيز" 3/ 351.
(¬3) في (ج): (وإذا).
(¬4) لم أقف عليهم. وقد ذكر هذا القولَ ابنُ عطية في "المحرر" 3/ 351، ولم يعزه لقائل.
(¬5) لم أقف على مصدر قوله.
(¬6) كلمة (تعالى): ساقطة من (ج).
(¬7) ما بين المعقوفين مطموس في (أ). والمثبت من (ب). (ج).

الصفحة 42