كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)
للتكثير؛ كقول الشاعر:
كأيِّنْ في المَعَاشِرِ مِنْ أُنَاسٍ ... أخُوهُم فوقَهْمْ وهُمُ كِرَامُ (¬1)
أي: كَم مِن أُنَاسٍ.
وقرأ ابنُ كَثِير (¬2): {وَكَائِنْ} (¬3)، في وزن: (كاعِنْ).
ووجه هذه القِرَاءةِ: أن (¬4) (كأيِّنْ) لَمَّا جُعِلَت كلمةً واحدةً، قُلِبت قَلْبَ الكلمة الواحدة؛ كما فُعلَ ذلك، فيما حكاه أحمد بن يحيى (¬5) مِن قولهم: (لَعَمْري)، و (رَعَمْلِي)، فصارت بالقَلْبِ (كَيَّإن). فَحُذِفت (¬6) الياءُ الثانيةُ تخفيفًا؛ كما حُذِفَت مِن (مَيْت) و (هَيْن) و (لَيْن) (¬7)، فصارت: (كَيْإنْ) (¬8) بعد
¬__________
(¬1) للكميت بن زيد الأسدي في ديوانه، وأخبار أبي تمام، بلفظ (أخوهم منهم) والوساطة للجرجاني ص 329.
وقد ورد في: "معاني القرآن" للزجاج 1/ 476، و"حجة القراءات" 175، و"تفسير الثعلبي" 3/ 129 أ، و"المحرر الوجيز" 3/ 354، و"تفسير القرطبي" 4/ 228، و"البحر المحيط" 3/ 72، و"الدر المصون" 3/ 422. وروايته عند الثعلبي:
(وكأين من أناس لم يزالوا ... ................).
المَعَاشِر: جماعات الناس. والمَعْشَرُ: كلُّ جماعةٍ أمرُهُم واحد، نحو: مَعْشَر المسلمين، ومَعْشَر المشركين. انظر: "اللسان" 4/ 754 (عشر).
(¬2) انظر: "السبعة" 216، و"الحجة" للفارسي 3/ 80، و"الكشف" 1/ 357.
(¬3) (أ)، (ب)، (ج): (وكاين). والمُثْبَت هو الموافق للقراءة.
(¬4) (أن): ساقطة من (ج).
(¬5) هو ثَعْلب. وقوله في: "الحجة"، للفارسي 3/ 81، و"المسائل المشكلة" له 394، و"سر صناعة الإعراب" 1/ 308.
(¬6) من قوله: (فحذفت ..) إلى (.. فصارت كَيْإن): ساقط من (ج).
(¬7) الأصل فيها: (مَيِّت، وهَيِّن، ولَيِّن). انظر: "المنصف" 2/ 15.
(¬8) في (أ)، (ب): (كَيْأن). والمثبت من: "الحجة" 3/ 81، و"سر صناعة الإعراب" 1/ 307، و"المحتسب" 1/ 171. ورسِمَت الكلمةُ فيها: (كَيْءٍ).
الصفحة 47