كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ
139 - قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا} الآية.
قالَ الزُهْرِيُّ (¬1)، وقتادة (¬2)، وابن أبي نَجِيح (¬3): هذه الآية تَسْلِيَةٌ مِن الله -تعالى- للمسلمين، لِمَا نالَهُمْ يومَ أُحُد مِنَ القتل والجَرْح.
ومعنى {وَلَا تَهِنُوا}: لا تضْعُفُوا. والوَهْنُ (¬4): الضَعْفُ في العَمَلِ، وفي العَظْمِ. يقال: (وَهِنَ (¬5)، يَهِن، وَهْنًا)، فهو (واهِنٌ): إذا ضَعُفَ في العمل. و (مَوْهُونٌ) في العَظمِ والبَدَنِ، و (وهِنَ وَهَنًا)، لُغَةٌ (¬6). و (أَوْهَنَهُ اللهُ) (¬7)، فهو (مَوْهُونٌ)؛ مثل: (أَحَمَّهُ)، فهو (مَحْمُوم)، و (أزْكَمَه) فهو (مَزْكُوم) (¬8). ومنه قول طَرَفَة:
¬__________
(¬1) في (ج): (الأزهري).
وقول الزهري، في "تفسير الطبري" 4/ 102.
(¬2) قوله، في: "تفسير الطبري" 4/ 102، و"تفسير ابن أبي حاتم" 3/ 770.
(¬3) قوله هذا يرويه عن مجاهد، وهو في: "تفسير مجاهد" 136، و"تفسير الطبري" 4/ 102، و"تفسير ابن أبي حاتم" 3/ 770.
(¬4) من قوله: (والوهن ..) إلى (.. وهَنا لغة): نقله -بتصرف واختصار- عن: "تهذيب اللغة" 4/ 3966 (وهن).
(¬5) هكذا جاءت في (أ): (وَهِنَ) -بكسر الهاء-. وفي (ب)، (ج): مهملة من الشكل. وفي "التهذيب" (وَهَنَ) -بفتح الهاء- وقد وردت الكلمة في مصادر اللغة بالحركات الثلاث (فتح الهاء وكسرها وضمها). انظر مادة (وهن) في: "الصحاح" 2215، و"التاج" 18/ 579.
(¬6) في (أ): (وَهْنًا) بتسكين الهاء وفي (ب)، (ج): مهملةٌ غير مشكولة. والمثبت هو الصواب. انظر: "تهذيب اللغة" 4/ 3966 (وهن).
(¬7) من قوله: (وأوهنه الله ..) إلى نهاية شطر بيت الشعر: (.. فقر): نقله -بتصرف يسير- عن "تهذيب اللغة" 4/ 3967 (وهن).
(¬8) انظر (وهن) في: "جمهرة اللغة" 996، و"الصحاح" 2215 - 2216، و"التاج" 18/ 579.
الصفحة 5
647