في الأزيد بحسب قبح (¬1) إدغام الأزيد في الأنقص، ألا ترى أن الضاد لا تُدغم في مقاربها، ويدغم مقاربها فيها؟ وكذلك الصاد والسين والزاي لا يُدغمن في مقاربها، ويدغم مقاربها فيها، ويدغم بعضها في بعض (¬2).
وذُكر في تخصيص طائفة من جملة المنافقين بالتبييت وجهان: أحدهما: أنه ذكر من علم أنه يبقى على كفره ونفاقه، فأما من علم أنه يرجع عن ذلك فإنه لم يذكرهم.
والثاني: أن هذه الطائفة كانوا قد أسهروا ليلهم في التبييت وغيرهم سمعوا وسكتوا ولم يبيتوا، فلم يذكروا (¬3).
وقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ}. ذكر أبو إسحاق فيه وجهين: أحدهما أن معناه ويُنزله إليك في كتابه.
والثاني يحفظ عليهم ليُجازوا به (¬4).
وقوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ}. قال ابن عباس: يريد فاصفح عنهم (¬5) وذلك أن الله تعالى نهى عن قتل المنافقين (¬6).
وقال أبو إسحاق: أي لا تسم هؤلاء بأعيانهم، لما أحب الله من ستر
¬__________
(¬1) في المخطوط: "فتح" وما أثبته من الحجة، وهو أولى لمقابلته الحسن في إدغام الأنقص في الأزيد.
(¬2) "الحجة" 3/ 173، وانظر: "الكشف" 1/ 393، "زاد المسير" 2/ 142.
(¬3) انظر: "الكشف والبيان" 4/ 91 أ، "زاد المسير" 2/ 143، "التفسير الكبير" 10/ 195.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 81، وانظر: "زاد المسير" 2/ 143.
(¬5) انظر: "زاد المسير" 2/ 143، "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 91.
(¬6) وذلك في أول الإسلام ثم نسخ بالأمر بقتالهم وذكر ذلك عن ابن عباس. انظر "زاد المسير" 2/ 143.